يحمل لنا شهر رمضان المبارك العديد من القيم التربوية الأصيلة التى استقت منها النظريات التربوية معظم مبادئها، ويُعرَف الصيام فى اللغة بأنه الإمساك، والإمساك عن الطعام والشراب والشهوات من أهم دعائم تهذيب النفس والتدريب على التحكم فيها ويعتبر ضبط السلوك مطمح أساس تطمح نظريات التربية إلى تحقيقه؛ فضبط السلوك هدف أسمى للتربية.
وتعد قيمة المراقبة والمراجعة الذاتية للنفس وتقييمها من أهم القيم التربوية التى يكسبها لنا الصيام فالصائم هو الرقيب على نفسه ويتعلم كيف يضبط ويراقب نفسه للوصول إلى هدفه وتمام صومه وقبوله، وهو ما ينمى فى نفوس أبنائنا الصائمين مراقبة النفس وتقييمها.
وبتمام الصيام يكتمل عمل المجتهد وهى قيمة عظيمة إذ يعرف الطالب المجتهد الملتزم طوال فترة العمل أن له فرحة وأجراً ينتظره بنهاية فترة العمل عن أبى هُرَيْرَةَ -رَضِى اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا؛ إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ, وَإِذَا لَقِى رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ).
إن شهر رمضان المبارك يحمل لنا العديد من القيم التربوية الجميلة التى تنمى فى نفوس طلابنا وأبنائنا خصالاً طيبة سعت النظريات التربوية الحديثة لتطبيقها خلال العقود الماضية.