ظاهرة عجيبة ومثيرة للانتباه رغم أن الإعلام لم ينتبه إليها أو ينوه عنها أو تغافل عن ذكرها وطرحها للنقاش رغم خطورتها وما تستحقه من تسليط الضوء عليها لم نقرأ مقالا عنها فى جريدة أو مجلة أو صحيفة لم يخرج علينا أحد الإعلاميين الأفذاذ مفاجئا إيانا بالحديث عنها رغم وضوحها وضوح الشمس.
منذ سنوات وقبل ثورة يناير 2011 قامت الدنيا ولم تقعد فى مصر بسبب قضية توريث الحكم فى مصر ووجود نية لدى الرئيس الأسبق حسنى مبارك لتوريث الحكم فى مصر لابنه جمال مبارك وهو أحد الأسباب القوية التى أطاحت بنظامه وساهمت فى قيام ثورة 25 يناير.
أحببت أن أسلط الضوء هنا على أن التوريث فى مجالات مختلفة ومنذ سنوات موجود وبشدة فى مصر خاصة فى مجال الفن انظروا إلى الممثلين الجدد الذين يبرزون ويظهرون على الساحة الفنية فجأة فى الأفلام والأعمال الدرامية من مسلسلات وست كوم وبرامج وخلافه ورغم أدائهم المتواضع فى أحيان كثيرة يحققون النجومية والشهرة السريعة على خلاف آخرين متميزين فى فنون الأداء التمثيلى يقرأون ويتعلمون ويمارسون العمل الفنى ويكافحون لسنوات وسنوات ورغم امتلاكهم الموهبة والثقافة إلا أنهم لا يحققون إلا قدرا ضئيلا من النجاح والظهور لسبب بسيط أن الأدوار الرئيسية والفاعلة والمؤثرة فى العمل الدرامى محجوزة دائما بشكل أو بآخر لأحد هؤلاء الذين هم من أصول فنية فإما أن الأب يعمل ممثلا أو مخرجا أو كاتبا أو أن الأم تعمل فى المجال الفنى هنا أو هناك ونتساءل بعد ذلك عن أسباب تراجع وانهيار الفن فى مصر ونتهم جيلا كاملا بالفشل ونسرف فى الندم على زمن الفن الجميل الذى ذهب دون رجعة وجاء زمن الفن الذى لا لون له ولا طعم ولا رائحة فن يثير غثيان المشاهد أو يدفعه للإحساس بالقرف والملل هذا مثال بسيط للتوريث فى مصر ناهيك عن المجالات الأخرى التى تورث فيها الوظائف، ألا تستحق هذه القضية الاهتمام من قبل الرأى العام والإعلام فى مصر؟ وأن تفرد لها حلقات وحلقات بدلا من هذا التغافل عنها طيلة سنوات؟
أيها المصريون يا من أسقطتم نظاما بأكمله ظل راسخا وجاثما على صدوركم سنوات وسنوات ليس الخلل أو العيب فى النظام وحده ولا الرئيس منفردا، الفساد تغلغل فى نفوسنا واستشرى منتشرا فى كل مجالات حياتنا لأننا تناسينا القيم وسخرنا بالمبادئ وأصبحت الأنانية وحب الذات شعارنا الأوحد فماذا أنتم فاعلون حيال ذلك؟ ألا تثورون على أنفسكم؟