مقولة للمتصوفة، صادقة فى مضمونها وفيما تذهب إليه، ومعبرة عن حقيقة أوضاع كثيرة كنا نراها غامضة ونقف حيارى فى مواجهتها، بمرور الوقت تتسع الرؤية وتنقشع أستار وغيامات كثيرة، فترى ما لم تكن تراه وهو حاضر ومستقر أمامك من قبل.
وقتها قد لا تسعفك ملكة اللغة ولا طلاقة اللسان للتعبير عمّا تراه فتقف عاجزا حائرا ينعقد لسانك من فرط الدهشة، يموج صدرك بكمّ من الغيظ والسخط على حال أوصلت نفسك إليه بسهولة.
ما أغنى عنك ذوبانك فى غيرك، اعتقدت بقدرتك على الالتحام بالمجموع والتكتل خلف فكرة رأيتها صادقة عن يقين أو وهم، فماذا فعلت؟ وما نتيجة سعيك؟
الآن ليس لك إلاّ أن تعتصم بالصمت وأن تسترجع شريط من ذكريات باهتة عن مواقف وأشخاص أشدّ سوادً من قطع الليل المظلم .. فى النهاية "كل نفس بما كسبت رهينة".