طبعاً فى البداية ربما يدهشكم العنوان، ولربما تقولون وعلى طريقة المطربة سميرة سعيد فى أحدى أغانيها "إيش جاب لجاب" إيش جاب مرسى لديمقراطية بريطانيا؟ ستعرفون لاحقاً ومن السياق سبب تلك المقارنة التى تبدو ظالمة بين ديمقراطية من يقولون عنها أنها أم الديمقراطيات، وبين ديمقراطية الإخوان فى الزمن الأغبر الذى أتى بمرسى رئيساً، نعم ربما كانت هناك أوجه أو وجه واحد للشبه بين استفتاء بريطانيا واستفتاء أو (انتخاب) مرسى رئيساً للإخوان! وهو أن نسبة الموافقة واحدة أو قريبة 52% فى بريطانيا، ولم يرضوا بها بعد يوم واحد من التصويت! و51% عندنا فى حالة مرسى العياط ولم نرضى بها مسبقاً كمصريين وقبل التصويت ليقيننا أن نبات الخردل لا ينبت عنباً وشهداً والبعر يدل على البعير ومرسى يدل على جماعته وأول خطاب له كان موجهاً لهم (أهلى وعشيرتى) مش أهلى وزمالك حتى! لا.. بل أهلى وعشيرتى.
على كل وكى لا أطيل عليكم نرجع لمرجوعنا وأقول: إذا كان من حق بريطانيا أو أى من شركائها فى المملكة مثل اسكتلندا وأيرلندا وويلز، بل والبريطانيون أنفسهم، إذا كان من حقهم أن يتراجعوا، ويلحسوا كلامهم وبصماتهم، عن استفتائهم القاضى بخروجهم من جنة اليورو، فقد كان من حقنا نحن المصريون أن نلحس كلامنا وبصماتنا ونخرج من جحيم مرسى والإخوان! نعم سبقنا بريطانيا فى ذلك، بعدما فرض علينا رئيس بليد، جاء من عصور سحيقة، وبنسبة نجاح 51% ناهيكم عن التزوير، والأجواء الكهنوتية الرجعية، التى سبقت وصاحبت وأعقبت عملية تنصيب مرسى، ولعلكم تلاحظون أن هذا الرقم 51% أقل حتى من نسبة تصويت البريطانيون 52% وقرروا، أو عايزين يرجعوا فى كلامهم، ويلحسوا بصماتهم!.
إذن وكما أسلفت كنا سباقون فى هذا الأمر، فعار علينا أن يحكمنا بليد وبنسبة 51% وهم الذين صدعوا رؤوسنا - أى الإخوان - بحقدهم على كلية الشرطة ومبررهم أن مجموع القبول ضعيف متناسين أن العلم (لا يكيل بالبتنجان) والحاكم التقى الورع العادل ليس بالضرورة أن يكون حافظاً للقرآن فإن وجد فالله من وراء القصد ياريت إذن ما هو مجموع مرسى فى انتخاباتكم ولا أسألكم عما حفظه من قرآن فالخالق وحده سبحانه سيسأله ويحاسبه عن تصديع رؤوس الناس برئيس يقولون أنه حافظ للقرآن ولم يعمل به، فقط نحن نتكلم سياسة، وصندوق طالما أنكم اتخذتم من الصندوق شريعة ومنهاجاً، بغض النظر عن كل المؤثرات التى سبقت وصاحبت وأعقبت الوصول للصندوق وعملية تجميل مرسى.
لذلك رجعنا فى كلامنا قبل بريطانيا وحددنا مصيرنا، وهذا حقنا، وعرفنا وجهتنا مهما بدا على الأرض من أشواك موضوعة ومزروعة فمن يزرع الشوك سواهم؟ ولذلك فإن كان الكفر بمرسى وصندوقكم حرام فى شريعتكم، فنحن أو محدثكم على وجه التحديد أول من يكفر بصنمكم، وكما تقول جدتى فى أمثالها: (اللى ما رضيش بالكف يستعد للنبوت) لذلك قلنا وعلى نفس المنوال صبيحة يوم 30 يونيو 2013م: من لم يرض بالانتخابات المبكرة فليتحمل ما سيجرى له من خروج للشعب هو الاستفتاء الحقيقى ولدرجة أن صحيفة عريقة وكبيرة كالأهرام عنونت صفحتها الأولى بمانشيتها العريض صبيحة ذلك اليوم بالقول: (إقالة أم استقالة) نعم هكذا صراحة ويا سبحان الله كان مرسى لسه (رئيس) وفى السلطة وعنده ميلشيا وجماعة قالوا عنها لا تقهر وأنها الوحيدة المنظمة ووووو، ولكن ولأن للقدر تصاريف وأحكام، وأن الشعب أى شعب (إذا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر) وهذا الذى حدث وخلع مرسى أو عزل شعبياً، وانقلبنا عليه وعلى صندوقه، سموها كما شئتم انقلاب ثورة نكوص على استفتاء وانتخابات وصندوق، المهم أننا أزحناه وكما خروج الشعرة من العجين، إلا من إرهابهم فقط الخسيس الذى بشروا به من على منصتهم اللعينة جهاراً نهاراً، وعلى أنقاض، وجثث المخدوعون منهم وفيهم.
على كل وكما يقول عبد الحليم حافظ فى إحدى روائعه وأغانيه الوطنية (سكتنا خلاص فى إيدنا وخلاص متشمرين وحزين يا اللى تعاندنا بتعاند جبارين، جبل الجرانيت اتشق وفى بحر النيل اتزق، والتوبة التوبة نصبر على غدارين وحياة الدم الغالى وحياة عرق الجبين توبة ما عاد فيها مجاملة خلاص) عرف الناس طريقهم ولم يؤثر فيهم أى زيف أو ضلال، ولا عزاء للإخوان المفسدين.