د. جيهان جاد تكتب: قتل مع سبق الإصرار والترصد

بعد ثورات ليست مثمرة وأفكار هدامة وليست بناءة تشهد مصر حالة من التدهور الشديد فى العملية التعليمية نتاج حرب من نوع جديد تسمى "حرب الأفكار"، والهدف منها القضاء على جيل بأكمله وزعزعة الأمن والاستقرار النفسى والمعنوى بداخل كل أسرة مصرية.

فقراءة مشهد اليوم تؤكد أن ما يحدث من تسريبات لامتحانات الثانوية العامة لعام 2016م عملية ممنهجه تطوى بين ثناياها آمال وطموحات الطلاب، إن التأطير العقلانى لهذا المشهد أشبه بديناميكية الهبوط نحو القمة، بحيث تصبح رفاهية الحوار أشبه بالنقاش حول نوع الطموح الذى ستقتلنى به، وهنا فإن التعويل على غباء من يديرون العملية التعليمية بمصر ضروره حتميه من أجل التأكيد على الفشل الذريع فى إدارة المنظومة التعليمية، وأن المسئول أصبح غير مسئول ويتنصل من واقعة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لأبنائنا.

تسرب الامتحانات ليأتى بالبديل التعجيزى ويدفع الطلاب ثمن الغباء الموجود بالهيكل الإدارى لوزارة "اللا تربية واللا تعليم"، ويأتى دور الأسرة المصريه ليؤكد على أنه ومن الحب ما قتل … حقاً فقد يتحول حب الوالدين وحرصهم على مستقبل أبنائهم أداة لقتل طموحهم، فكل أب يريد أن يصبح إبنه صوره مصغرة منه ويعمل فى نفس مهنته ليكمل مسيرته، كذلك الأم المصرية فلا يوجد أمام أبنائها إلا خيارين إما مهندس وإما دكتور، وبكل حب يرسخ الأبوين هذا المفهوم بداخل أبناءهم حتى يكبر معهم الخوف والرهبة وربما صرع من الثانوية العامة وأنها عام الحياة وبداية تحدد مستقبلهم وعليهم أن يقاتلوا ويقتلوا من أجلها.

ولا أبالغ فيما أسطره فهناك بعض الطلاب قتلوا أنفسهم وانتحروا من أجل ضياع الحلم وعليه، فتصبح الثانوية العامه مقبرة الطلاب المصريين بحيث يدخل الطالب المصرى العام الدراسى بمجموعة من المبادئ تبدأ بالحجز عند مافيا الدروس الخصوصية والتى تجعل الطالب يصاب بالشلل الفكرى ويعتمد كل الاعتماد على المدرس فى شرح المنهج والتحصيل، ويتحول منزل هذا الطالب إلى سجن انفرادى خالٍ من كل وسائل الترفيه والراحة من محمول وتلفاز وكمبيوتر ووسائل التواصل الاجتماعى حتى لا يهدر وقته فيها، والأسرة تبدأ بمنع الزيارات المنزليه وحضور المناسبات.

وهكذا يمر العام الدراسى حتى يأتى يوم الفصل "يوم الامتحان"، فبعد عناء الأبوين والطلاب نفسياً ومعنوياً تأتى مكافأة الوزارة لهم بتسريب الامتحانات ومن ثم وضع امتحانات بديلة تعجيزية ليدفع الطلاب ثمن الغباء الموجود بالهيكل الإدارى لوزارة "اللا تربية واللا تعليم".

عزيزى القارئ: اليوم وأنا أم لطالب من هؤلاء الطلبة المقهورين أناشدهم جميعاً حطموا صنم "الثانوية العامة" دمروا القيود والسدود والحدود، واجعلوا من هذه المحنه بداية للإبداع وانطلاقه للقدرات وتحقيق الذات.

فجميعكم حباه الله بملكة تجعله مختلفاً عن الآخرين، تميز فيما تحبه، وكن أنت وليس أبويك، وتذكر دائماً أضلاع المثلث الأبدى: العلم – العمل- الجنة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;