بَلَغْتُ الرُّشْـدَ واسْتُبْقِيِتُ حَيَّـا... فَـلا أَرْضَى وَرِيِثاً أو وَصِيَّا
أنا الشَّعْبُ الصَّبُورُ أَفِيِضُ حِلْمَاً... وثَوْرَةُ غَضْبَتِى هَـدَّتْ عَتِيَّا
أنا الشَّعْبُ الفَطِيِنُ أُجِيِدُ فَـرْزاً... أُقِيِـلُ مُخادِعاً فَظَّـاً دَعِيَّـاً
وجَيْشِـى باسِلٌ يَحْمِى عَرِيِنِى... وأَمْرِى نافِـذٌ يُقْصِى عَصِيَّا
أَبَعْدَ الثَّـوْرَتَيْنِ أُرَىَ مُعـاقاً... تَقاذَفُـهُ الأُولَىَ شَـرَدُوا مَلِيَّا!
عَلَى أَرْضِ الكِنانَةِ مُسْتَقَرِّى... ومَـاءُ النِّيِلِ ما أَحْـلاهُ رِيَّـا
ودِيِنِـى نِعْمَةُ الرَّحْمَنِ سِلْمـاً... وجَـنَّاتُ المَـآلِ جَنَىً دَنِيَّـا
ودُسْتُورى الكَرامَـةُ فِى عَنانٍ... أُنادَىَ سَـيِّدَاً عَـدْلاً بَرِيّـَا
...
فَيا قَوْمُ الكَـرامَةُ فِى عَطـاءٍ... وإنْكـارُ الذَّواتِ رَبَا نَدِيَّـا
ويا قَـوْمُ الكَـرامَةُ فِى نَقـاءٍ... وإكْثـارُ الحَلالِ نَمَا زَكِيِّـا
وما التَّخْـوِيِنُ إلاَّ سُـوءُ ظَنٍّ... ومَنْ أَفْشَى الشِّقاقَ هَوَىَ شَقِيَّا
وما التَّثْوِيِـرُ فِى عَرَضٍ مُرادٌ... وما يُجْدِى مَساسُ الحَقِّ لَيَّـاِ
ألا فَلْيَنْهَـضِ المُعْتادُ نَوْمـاً... ويَتَّخِـذِ النَّشِيِـطَ لَـهُ وَلِيَّـا
ألا فَلْيَقْرَب الأشْـتاتُ نَهْجـاً... ولا يُبْقُـون عَنْ رَكْبٍ قَصِيَّا
ويا قَوْمِى الكِـرامُ لَكُم سَلامٌ... وهَيّـَا لِلْبِـناءِ الحَـقِّ هَيَّـا