يموج العالم بصراعات كبيرة تهدد رواية البشرية، تارة بنقص الغذاء، وتارة بسباق التسلح النووى والعسكرى، وتارة بالتضخم وارتفاع الأسعار.
ولكنى دائمًا أؤمن بأن التحديات التى مرت بها الدولة المصرية جعلتها أكثر صلابة، وأكسبتها مهارات خاصة، فى تخطى التحديات، بل جعلت لديها طرقا فريدة ومميزة فى تخطى التحديات، وأصبحت كالشخص المُثقل الذى زادته تجارب الحياة خبرة ومتانة.
تعمل الدولة المصرية على عامل الأمان فى كافة الأصعدة فعلى الصعيد الأمني، أصبحت مصر بفضل استقرارها الأمنى وثقلها الاقليمى والدولي، ضمن الدول المستهدفة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لتوطيد العلاقات معها، خاصة فى زيارة بايدن للشرق الأوسط، وهو يصيغ السياسة الأمريكية بوجه جديد، بإقامة تحالفات جديدة فى المنطقة وهو السيناريو المتوقع بعد الأزمة الروسية الأوكرانية التى كانت تنبئ بإقامة تحالفات سياسية واقتصادية جديدة، وتواجد مصر فى تلك التحالفات هى والهند - كواحدة من الدول المرجو توطيد العلاقات معها من أجل الأمن الغذائي- يزيد الطلب على العملة المحلية لكليهما.
أمّا عن متطلبات الفترة القادمة فبالطبع سيزيد التكالب على النفط، خاصة مع حلول فصل الشتاء فى أوروبا وعلى المواد الغذائية، فيتحدث الجميع الآن عن الغذاء والسلع الغذائية، فتواجه الدولة المصرية ذلك بطريقتين؛ الأولى بتوطين صناعة الغذاء، وتحفيز زراعة القمح، وتوسيع الرقعة الزراعية، وتأمين السلع الاستراتيجية، والطريقة الثانية تتمثل فى المظلة الرقابية والتى تقوم بها وزارة الداخلية لوأد اى محاولة من النفوس الضعيفة لاحتكار أى سلعة غذائية مثل ملح الطعام أو الأسمدة أو التلاعب بالجودة أو الأسعار مما يحقق العدالة ويقطع الطريق على أى محاولة لاحتكار سلعة أساسية من شأنها تهديد الأمن القومي.
ورغم كل المؤشرات الاقتصادية المفزعة فى العالم، نجد انخفاض فى معدل البطالة فى مصر ليصل إلى 7.5 % وهو أمر ليس بيسير، بل يعكس حجم العمل على أرض الواقع فى ظروف صعبة وفى ظل نقص سلاسل الإمداد والتوريد وصعوبة استيراد المكون الأجنبي، ولكن انخفاض البطالة بتلك النسبة ما هو إلا رقم يعكس حقيقة دامغة وهى أن العمل على الأراضى المصرية لازال جاريًا بشكل دؤوب وقوى.
ولم تتغافل الدولة المصرية عن زيادة برامج الحماية الاجتماعية والتى كانت فى أفضل تقدير فى ظل تلك الظروف العالمية أن تكون كما هى ولكن حرص الدولة المصرية على زيادتها وقدرتها على تفعيل ذلك ينم عن رؤية وطنية صادقة مستقبلية وقدرة على تنفيذ آلية اجتماعية فى ظل ظروف وتحديات كبرى.
إن ثقتنا فى الدولة المصرية لا حدود لها، وان كانت التحديات الراهنة كبيرة، فمصر وطن لا يحظى بالأمان قدر ما يحظى بالقدرة على صنع ذلك الأمان باختلاف الأزمنة والحقب.