السلام هو الحالة الطبيعية للمجتمعات الإنسانية، إذ يعتبر من أهمّ العوامل التى تؤثّر فى حياة الناس، وهو مرتبط إلى حد كبير بشيوع الأمن، ذلك أنّ السلام بين الناس والدول هو أحد العوامل التى تؤدى إلى انتشار الأمن وتفشيه، بالإضافة إلى عدد من العوامل الأخرى منها وعلى رأسها الاقتصاد الجيد.
تنشأ الحروب بين الدول لعدة أسباب، منها الصراعات السياسية، أو الاقتصادية، أو الأيديولوجية، أو غير ذلك، وفى العديد من الأحيان تكون الصراعات الأيديولوجية أداة بيد السياسة توجهها كيفما أرادت، فنرى الحرب اشتعلت هنا وانطفأت هناك، كيف، ولماذا لا أحد يدري، المهم هو تسجيل أعداد الضحايا فى نهاية المطاف. من هنا فإن السلام واحد من أهم عوامل تقدم الإنسانية، كون حالة الحرب تعطل ملكة التفكير عند الإنسان، وتشعل الدنيا خراباً، وجوراً، وظلماً، ومن هنا جاءت اهمية جائزة نوبل للسلام وهى من أرفع الجوائز العالميّة على الإطلاق إن لم تكن أكثرها بذخاً، وتتفرّع الجائزة فى عدة حقول هي: الفيزياء، والطب، والكيمياء، والفسيولوجيا، والسلام، والعلوم الاقتصادية. يُعتبر " ألفرد نوبل " هو مؤسّس الجائزة والأب الروحى لها، ونوبل هو رجل صناعى سويدي، قام باختراع الديناميت، وهو الذى صادق على الجائزة، وجعلها سنويّةً، ترك تنفيذها فى وصيته التى قام بتوثيقها فى النادى السويدى النرويجي، وذلك فى السابع والعشرين من شهر تشرين الثانى من عام ألفٍ وثمانمئة وخمسةٍ وتسعين.
يتمّ تسليم جوائز نوبل فى احتفال رسمى كبير، وذلك فى العاشر من شهر كانون أوّل من كل عام؛ حيث يُصادف هذا اليوم تاريخ وفاة الصناعى السويدى " الفرد نوبل " صاحب جائزة نوبل، فيما يتمّ إعلان أسماء الفائزين فى شهر تشرين أوّل من كل عام، ويتم تسليم جميع الجوائز فى استوكهولم من قبل ملك السويد باستثناء جائزة نوبل للسلام التى تمّ تسليمها فى مدينة أوسلو.
العرب الحائزين على جائزة نوبل للسلام
حصد العرب ثمانى جوائز نوبل فى جميع حقولها، منها خمس جوائز من أصل ثمانية هى جوائز نوبل للسلام، وأسماء من حملوا جائزة نوبل للسلام كما يلى:
الرئيس المصرى محمد أنور السادات: حصل على جائزة نوبل للسلام فى عام ألفٍ وتسعمئة وثمانية وسبعين، وذلك بعد توقيعه لمعاهدة كامب ديفيد، التى كانت بين مصر وإسرائيل، وقد تمّ توقيع المعاهدة مع رئيس وزراء إسرائيل مناحيم بين، والرئيس الامريكى جيمى كارتر.
الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات: حصل عليها فى عام ألفٍ وتسعمئة وأربعة وتسعين تقديراً لجهوده فى إحلال السلام.
محمد البرداعى: حصل عليها فى عام ألفين وخمسة، وهو سياسى مصري، يعمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد تمّ منح الجائزة للوكالة ومديرها، تقديراً لجهودهم المبذولة لمنع انتشار الأسلحة النووية، وهو المصرى الثانى الذى يحصل على جائزة نوبل للسلام.
توكل كرمان: وهى صحفيّة يمنية، تعمل رئيسةً لمُنظّمة صحفيات بلا قيود، وهى كاتبة أيضاً، حصلت على الجائزة فى عام ألفين وأحد عشر، وحصلت عليها بالاشتراك مع رئيسة ليبيريا غلين جونسون سيرليف، وليما غوبوي، وهى ناشطة ليبيرية أيضاً.
الرباعى الراعى للحوار الوطنى فى تونس: وهى عبارة عن أربع منظّمات تونسية، رعت الحوار السياسى الوطنى فى تونس بين أحزاب المعارضة والحكومة الانتقالية فى تونس، وقد حصلت هذه المنظّمات على الجائزة فى عام ألفين وخمسة عشر.