الشائعة صناعة تمزج المادة والمكان والجهات المستهدفة وأدوات الترويح لها، وتحتاج إلى فلاتر بشرية لكبح جماحها على كل الأصعدة، من خلال فلترة المنشورات من المواقع الإلكترونية ووسائل الاتصال الاجتماعي، والعمل على وضع العديد من الاستراجيات الأمنية الحاكمة لتصنيفها ودفنها قبل أن تنمو.
الأمر الذي دفع العالم وخاصة دول العالم الثالث إلى دق ناقوس الخطر لتنبه إلى خطورة هذه الشائعات، مطالبة باتخاذ إجراءات وقائية وإعلامية على جميع المستويات ولجميع الفئات كل في طريقه.
ومما لاشك فيه أن التاريخ لا ينكر أن الشائعات كانت بمثابة دعم للكثير من الأحداث التي مر بها العالم من حروب وكوارث طبيعية، وحروب ومنحت الكثير من الأحداث أكبر من حجمها الطبيعي لها، مما زاد من الأثر السلبي لها. وتحولت من شائعة سربت لغرض ما إلي جريمة في حق وطن فنتائج الشائعات مدمرة أكثر من الأسلحة الكيميائية؛ لأنها تفتك بالعقل والتفكير.
لذا نجد دائما أن هناك واجبا وطنيا يدفعنا إلى الدعوة إلى بث روح التعاون بين فئات الشعب المختلفة والجهات المسئولة والأكثر تأثيرا على أكبر فئة من الشعب، كالعلماء والمثقفين ووسائل الإعلام، لرفع وعي الأفراد للتمييز بين الشائعة والأخبار الصحيح، من خلال البحث عن المحددات الهامة، كالمصدر، والهدف، والجهة المستهدفة.. لذا يجب تجهيز لجان من الشباب المحترفين علي وسائل التواصل الاجتماعي للفرز والتصنيف والتحديد والرد، فضلا علي الوسائل الإعلامية، للرد أول بأول، من خلال جهة مسئولة فى الدولة علي المبالغات والتضخيم والتسويق، حتى لا يتم اغتيال الروح المعنوية للمواطن ويكون فريسة سهلة لأي متصيد.
وهناك نوع آخر من الأخبار الكاذبة تحدث علي مسرح الجهات الحكومية وقطاع الاعمال والشركات الخاصة، وهي لاتقل خطورة عن سابقة الذكر، حيث يطرق باب التدمير الذاتي للأفراد، وهو أخطر أنواع الفساد الإدارى، ويتيح للطالح أن يحل محل الصالح.. وهذا ما نراه على الصعيد الإداري من مشكلات لا حد لها.
وأناشد كل مسئول أن يستكشف بنفسه حتي لو كان مصدره من العارفين، لأن أحيانا لسان المصلحة يتكلم، ولا لوم علي صاحب القرار.
سيدي كن وسط مرؤوسيك وستجد الكثير والكثر، والعين تري قبل الأذن ليس من أجل إصلاح مواطن لكن من أجل حماية وطن.
لذا نحذر من مصدر الشائعة حتي نتفادى ما قيل عن ذلك في الأسطورة اليونانية التي زعمت أن الشر مخلوق أصلًا بأربعة أذرع وأربعة سيقان ورأس له وجهان، ولكنّ زيوس عندما خاف من قوّتهم فقد فصلهم إلى جزأين منفصلَين، وحكم عليهما بقضاء حيواتهم بالبحث عن أنصافهم الاخرى". فأرفق بوطن مثل وطني ومواطن يحمل جينات ليس كمثلها في البلاد ان يظل يبحث علي النصف المفقود ويغيب عنه حاضرة ويختفي مستقبله بعد ذلك والنتجة معروفه ومخطط لها عزيزي القاري لذا لابد ان اكون كالمثل القائل "أنا اكثر الناس حكمة على وجه الأرض؛ وذلك لأنّني أعرف شيئًا واحدًا، وهو أنّني لا أعرف شيئًا"
عزيزي القارئ لا وقت لدينا للقيل والقال استخدم عقلك للتميز بين الخبر والشائعة للمرة المليون وما يحمل في طياته من امور مبهمة لاندرك حدودها الان بل ندفع ثمنها غدا.
تمسك بوطنك.. وانظر إلى دول الجوار، فالوطن أمن وأمان وظروف فرضت علينا …دفعنا فواتير حقبة من الزمن لها ما لها وعليها ما عليها …فترة وتعدي.. والأحداث منطقية الحدوث وليس.. عمدا متعمدا وتذكر ابنك ونفسك أيضا وفي النهاية كن مثل فلاتر المياه، احجز الشوائب والمواد السامة للحفاظ علي ذويك ووطنك.