عندما يُحب الرجل المرأة، يكون له أمنيتان بشأنها، الأولى: أن تميل له بقلبها ورحوها وتتعلق به، والثانية: أن تحترمه كرجل ويملأ عينيها. والحقيقة أن الأمنيتين متلازمتان، بمعنى أن المرأة لا تميل إلا إلى الرجل الذي تحترمه ويملأ عينيها فحينها تتعلق به بقلبها وروحها، ولكن السؤال، ما هي مُقومات الرجل الذي يملأ عين الأنثى؟
والإجابة في عبارة واحدة وهي: "أن يخاف الرجل الله بقلب أنثى تعلقت به"، بمعنى أن يتقي الله فيها وفي قلبها، فهذا هو معنى الرجولة، فلو أحبها، عليه أن يحترمها، ولا يجرح إحساسها، ولا يُهين كبرياءها، ولا يخونها مع امرأة غيرها، ولا يكسر فرحتها، ولا يجعلها تنام والدموع تخدش مُقلتيها، وتُبلل وجنتيها، ولا ينال من كرامتها، ولا يُقلل من نجاحاتها، ولا يُحمّلها فوق طاقتها، ولا يتخلى عنها في أزماتها، ولا يهرب من لحظات سعادتها، ولا يبخل بمشاعره وأحاسيسه عليها.
فللرجولة صور عديدة تتمناها الأنثى، وتحلم بها، وتبحث عنها، وأحيانًا كثيرة تنخدع في رجل، وتظن في وقت من الأوقات أنه رمز للرجولة، إما بسبب ذكائه في خداعها، أو لقلة خبرتها وتجاربها، أو لأي سبب من الأسباب، ولكنها تعرفه على حقيقته من مواقفه حيالها، وهنا تتجلى حقيقة تلك الأنثى، إما بكونها لديها عمق فكري يستطيع أن يعرف مدى سطحية ذلك الرجل، وإما أن تنساق خلف مشاعرها حياله، وبالقطع ستكون نهايتها هي الندم الشديد.
وفي الواقع فإن أي فتاة قد تلتقي برجل يحمل كل معاني الرجولة، وهنا فقط ستدرك الفارق الشديد بينه، وبين أي تجربة فاشلة كانت قد مرت بها من قبل.
فعلى كل فتاة ترغب في الارتباط أن تبحث عن رجل يحمل معاني الرجولة الحقيقية بداخله، فالمظهر، والمال، والسلطة، وغيرها من العناصر لا تخلق تلك المعاني بداخل الرجل، ولكن الشيء الوحيد الذي يخلق هذا المعنى بداخله، هو أن يتقي الله فيها، ويُحسن مُعاملتها، ويحترم مشاعرها حياله.
وهذه الصفات يجب أن تتوفر في الزوج، والحبيب، والأخ، والأب، والصديق، فالرجولة لا تقتصر على العلاقات العاطفية فقط، ولكنها تمتد إلى كل المُعاملات الإنسانية التي تربط الرجل بالمرأة.