بعد مضى اكثر من ثلاثة عشر سنة على غزو واحتلال العراق عام 2003 يظهر من جديد رئيس وزراء بريطانيا الأسبق تونى بلير على الساحة السياسية باعتذاره عن غزو العراق متحالفا مع جورج بوش الابن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك الذى ظهر هو الاخر منذ فترة ليست بالبعيدة والاعتذار هو الآخر عن غزو العراق وكلاهما بررا اعتذارهم عن تلك الجريمة التى ارتكبت فى حق وطن بأكمله بل فى حق اجيال كاملة نشأت وسوف تنشأ فى وطن مدمر وممزق بأنهم قد اعتمدوا على معلومات استخباراتية مغلوطة بنوا عليها اتخاذ قرار الغزو.
وكلنا يعلم بالطبع ما هى المعلومات التى كانوا يروجون لها فى كل وسائل الاعلام العالمية ان الرئيس الراحل صدام حسين يمتلك اسلحة دمار شامل وكذلك يعمل على تطوير اسلحة كيميائية بل وصلت الدعاية إلى انه كان يستخدم تلك الأسلحة على شعبه وأنهم وأقصد بذلك جورج بوش وتونى بلير راعيان الديمقراطية فى العالم وحامى حمى المستضعفين فى الارض وتدخلت الدولتان واجتاحت العراق الدولة العربية الاسلامية وسط سكوت وخنوع تام من قبل الدول العربية جميعا وقاموا بتدمير العراق ونهب ثرواته وممتلكاته وحل الجيش الوطنى العراقى الذى كان يصنف ضمن المتصدرين لاقوى الجيوش العربية فى المنطقة ولكن الخيانة من بعض النفوس المريضة فى الجيش كان لهااكبر الاثر فى تراجع الجيش وشق الصف وزعزعة الثقة مما ادى فى النهاية إلى تشتت القوات العراقية وذلك لصالح القوات الغازية والمحتلة وما تلى ذلك من احداث وقرارات ربما كان فى نهايتها القرار بإعدام الرئيس العراقى الراحل صدام حسين وبعدها فى ظهور التقسيم الطائفى وبات نسمع عن السنة والشيعة والأكراد وقبل ذلك العدوان كل ذلك كان كيان واحد وشعب واحد وقيادة واحدة هى الجمهورية العراقية.
ولكن وبعد مرور تلك السنوات من عمر العراق ثبت بالدليل القاطع الذى لا يدع مجالا للشك ان نوايا الولايات المتحدة وبريطانيا من خلفها ماهى إلا نوايا استعماريه لنهب ثروات العراق من النفط والإطاحة بنظام قوى كان يقف بالمرصاد لتلك النوايا الاستعمارية معتمدا فيها الرئيس صدام حسين على قوة وصلابة بلاده ماذا وصل العراق بعد كل تلك السنوات هل وصلت اليه الديمقراطية المزعومة التى كانوا يتغنون بها؟ هل عملوا على اعادة اعمار العراق كما وعدوا بعد غزوها وتدميرها؟ هل قاموا بتسليم السلطة لقيادة وطنية واعية لتستطيع قيادة المرحلة الانتقالية ؟
لقد بات العراق الآن وطنا ممزق الأوصال تلتهمه الطائفية من جانب والفساد والانحلال فى مفاصل الدولة من جانب ومن ما يسمون انفسهم بتنظيم الدولة الاسلامية من اقتطاع واحتلال اجزاء من العراق وممارسة افعالهم الارهابية بمنتهى الحرية.
ويأتى اليوم من قاموا بفعل تلك الجريمة والتى اذا كنا نعيش فى عالم يهتم بالعدل وبتنفيذ العدل بين الامم لكانوا يحاكمون الان بتهمة ارتكاب جرائم حرب فى حق دولة العراق التى دمروا استقرارها إلى الابد بفعل دعم الطائفية التى جعلتهم يقتلون بعضهم البعض ويفجرون الأسواق والأحياء وهاهم اليوم يأتون ليعتذروا عن جرائمهم لمن تعتذرون للأطفال التى قتلتم آبائهم أم للنساء الذين قتلتهم أزواجهم وأبنائهم وجعلتموهم يعيشون وسط حياة بلا مستقبل يأملون بها فلسنا بحاجة إلى اعتذاركم بل نحن بحاجة إلى محاكمتكم لإرساء العدل فى الأرض.