فكرة الشائعات التي تُسبب القلق للأشخاص المُعرضين لها، هي فكرة يظن البعض أنهم باستخدامها سوف يُثيرون القلق والبلبلة حول من يُروجون القصص والمواقف الكاذبة عنهم، أو ربما يظنون أنهم بتلك السلوكيات سيؤثرون على مصداقية ذلك الشخص، أو على شكله أمام الآخرين.
ومهما تحدثنا عن أثر الشائعات، ومدى خُطورتها سنحتاج إلى العديد من المقالات، خاصة وأن الشائعات قد تصل إلى حد الجريمة، إذا كان لها أثر على الأمن القومي، أو تسببت في حدوث بلبلة اقتصادية، أو سياسية، أو اجتماعية في الدولة.
ولكن حديثي هنا ينصب حول الأشخاص الذين يُروجون الشائعة بمُجرد سماعها، دون حتى مُحاولة التيقن من صحتها، وكأنهم يجدون لذة في الظهور بأنهم أول مَنْ أذاعوا الخبر، وروجوا له، فهذا يُشعرهم بمدى أهميتهم، ولكنها أهمية وهمية يخلقونها حول أنفسهم ويُصدقونها، في حين أنها لا تزيد عن كونها زوبعة في فنجان، أي أنهم يعتقدون أنهم بذلك أصبحوا أصحاب السبق في نشر الأخبار، حتى ولو كانت كاذبة، ولا شك أن هذه السلوكيات التي مناطها الرغبة في الظهور والانتشار، تدل على المرض، فما أصعب أن تُلفق قصة من وحي خيالك على أحد الأشخاص، لكي تُثير انتباه الآخرين نحوك بأنك أبو العريف، وأنك تعرف ما لا يعرفه غيرك، حتى لو تسببت قصتك في الإساءة إلى ذلك الشخص، أو التشهير به، أو النيل منه.
وللأسف، أي شُهرة سيصل إليها مُروج الشائعة ستكون وقتية للغاية، لأن الأنظار لا تنتبه إلى مُروج الشائعة، بقدر انتباهها إلى صاجب الشائعة المُلفقة، وهؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى تدريب أنفسهم على قتل روح التربص الكامنة بداخلهم حيال الآخرين، وترويض وحش الخيال الذي يجتاح عُقولهم، ويُجبرهم على السباحة في ضمائر الغير، وإلصاق ما ليس فيهم بهم، وكبح جماح الرغبة في الشهرة على حساب الآخرين، لكي يكونوا موضع اهتمام الغير، بسبب تظاهرهم بمعرفتهم كل شيء، في حين أنهم لا يعلمون أي شيء، وكل هذا من أجل الشعور بالأهمية، ولكنها في النهاية ما هي إلا أهمية وهمية.
الشائعات، مواجهة الشائعات، داليا مجدى عبد الغنى، مقالات القراء
صحافة المواطن:
ص وت: د. داليا مجدى عبد الغنى
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: أهمية وهمية
فكرة الشائعات التي تُسبب القلق للأشخاص المُعرضين لها، هي فكرة يظن البعض أنهم باستخدامها سوف يُثيرون القلق والبلبلة حول من يُروجون القصص والمواقف الكاذبة عنهم، أو ربما يظنون أنهم بتلك السلوكيات سيؤثرون على مصداقية ذلك الشخص، أو على شكله أمام الآخرين.
ومهما تحدثنا عن أثر الشائعات، ومدى خُطورتها سنحتاج إلى العديد من المقالات، خاصة وأن الشائعات قد تصل إلى حد الجريمة، إذا كان لها أثر على الأمن القومي، أو تسببت في حدوث بلبلة اقتصادية، أو سياسية، أو اجتماعية في الدولة.
ولكن حديثي هنا ينصب حول الأشخاص الذين يُروجون الشائعة بمُجرد سماعها، دون حتى مُحاولة التيقن من صحتها، وكأنهم يجدون لذة في الظهور بأنهم أول مَنْ أذاعوا الخبر، وروجوا له، فهذا يُشعرهم بمدى أهميتهم، ولكنها أهمية وهمية يخلقونها حول أنفسهم ويُصدقونها، في حين أنها لا تزيد عن كونها زوبعة في فنجان، أي أنهم يعتقدون أنهم بذلك أصبحوا أصحاب السبق في نشر الأخبار، حتى ولو كانت كاذبة، ولا شك أن هذه السلوكيات التي مناطها الرغبة في الظهور والانتشار، تدل على المرض، فما أصعب أن تُلفق قصة من وحي خيالك على أحد الأشخاص، لكي تُثير انتباه الآخرين نحوك بأنك أبو العريف، وأنك تعرف ما لا يعرفه غيرك، حتى لو تسببت قصتك في الإساءة إلى ذلك الشخص، أو التشهير به، أو النيل منه.
وللأسف، أي شُهرة سيصل إليها مُروج الشائعة ستكون وقتية للغاية، لأن الأنظار لا تنتبه إلى مُروج الشائعة، بقدر انتباهها إلى صاجب الشائعة المُلفقة، وهؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى تدريب أنفسهم على قتل روح التربص الكامنة بداخلهم حيال الآخرين، وترويض وحش الخيال الذي يجتاح عُقولهم، ويُجبرهم على السباحة في ضمائر الغير، وإلصاق ما ليس فيهم بهم، وكبح جماح الرغبة في الشهرة على حساب الآخرين، لكي يكونوا موضع اهتمام الغير، بسبب تظاهرهم بمعرفتهم كل شيء، في حين أنهم لا يعلمون أي شيء، وكل هذا من أجل الشعور بالأهمية، ولكنها في النهاية ما هي إلا أهمية وهمية.