المعجزات وليدة قوى الاتحاد، والسؤال الذي يطرح نفسه علي الساحة العربية العربية الآن: هل إعادة توازن القوى يؤدى إلى استراد القرار العربي مكانته؟
يعيش العالم فترة مخاض تتحرك فيها مراكز القوى بدرجات متفاوتة، وبصورة مغايرة عن السائد منذ سنوات، ما يشير إلى أننا بتنا أمام عالم متعدد الأقطاب خلال السنوات العشر المقبلة، والتي ستشهد تحولات كبرى على الخريطة السياسية والعسكرية وتحولات في التحالفات، أو توازنات جديدة في أقل تقدير.
مما لا شك فيه أن الأزمة الروسية الأوكرانية كانت الشكل الأكثر وضوحا للصراع الدائر بين الغرب والشرق، وأن الجانب الصيني يمكن أن يكون أحد أطراف الصراع بشكل شبيه للحالة في اوكرانيا، إذا لم تتعظ واشنطن مما جرى وترك أثره على العالم أجمع لا على أوكرانيا أو أوروبا فقط، ما يعني أننا سنكون أمام حالة أشد قسوة اقتصادية مما هي عليه الآن.
المشهد يوحي بتغيرات كبيرة وقد تكون الفرصة مواتية الآن للدول العربية على المستوى السياسي والاقتصادي نسبيا في دول الخليج، من أجل استعادة القرار العربي مكانته التي تليق به، خاصة بعد أثرت مواجات أحداث ما بعد 2011 على مكانة الدول العربية إثر موجة الإرهاب والدمار والاحتجاجات التي طالت العديد من بلداننا العربية، وبالتالي أثرت على فعالية القرار العربية في المنظومة الدولية إثر انشغال الدول العربية الكبرى في لملمة ما خلفته الجماعات المتطرفة داخليا.
في ظل التوازن الحاصل في الوقت الراهن باتت الفرصة أمام منطقتنا العربية لاستعادة مكانتها التي تليق بها في القرار الدولي، والتي يجب أن تبدأ بلملمة البيت الداخلي وتسوية الأوضاع في الدول التي تعاني من إثر التدخلات الخارجية، وبشكل ما بات أمام العرب العديد من الكروت للتفاوض مع الدول المتداخلة في الشؤون العربية الداخلية وذلك من أجل تسوية هذه الأزمات التي ظلت مرتهنة بالتدخلات الخارجية.
قد تكون الفرصة أكثر جاهزية أمام القمة العربية القادمة في الجزائر، وان تكون قمة لم شمل كما تحدثت الجزائر، لكن هذا الأمر يحتاج لحل العديد من الخلافات في الثنائية بين الدول العربية، وكذلك تسوية الأزمة الليبية بجهد عربي، كذلك رفع تعليق عضوية سوريا من الجامعة العربية، إضافة إلى ملف اليمن والعديد من الملفات الأخرى التي تحتاج إلى جهد مكثف وعمل دؤوب. وهكذا تدب الحياة في الشريان العربي لنحيا معا ..الاتحاد يورث القوي والقرار العربي في اشد الحاجة اليها .