نخسر أجمل أيام عمرنا عندما نعيش بنفس مهزومة بروح سلبية فاقدة الرغبة فى الحياة فنبدد ونفسد أغلى وأجمل ما وهبنا الله من نعم عظيمة وقدرات وطاقات مبهرة وعلاقات طيبة، كون البعض يظل أسيرا للعديد من المواقف السلبية فتجعله ناقما على كل شيء فيحطم جسر المحبة والمودة دون أن يشعر ويفقد فرص عديدة فى تعديل سلوكياته والنجاة من هوس ووهم الحياة فيتجاهل أى إشعاع نور بداخله ببرود وفتور وأى طريق لإسعاد ذاته والخروج مما هو فيه بروح الرفض العنيدة والمقاومة لهمسات الخير والخضوع للتغيير فيسمع فقط لوساوس الشيطان دون مقاومة ويلهيه عن إشارات الله له للخروج الأمن مما هو فيه من تمرد قاتل.
إصرارك على مواصلة السير وعدم التوقف عن المحاولة لتغيير حياتك والدافع والحافز الايجابى شيء رائع فتحلى به وهذه القصة لعازف الكمان الفرنسى الذى تقدم للعزف أمام لجنة تتضمن سبعة موسيقيين مشهورين.. وكان عرضه أمامهم كفيلاً بتحديد مستقبله المهنى دون وجود أى فرصة للإعادة.. وحين بدأ بالعزف انقطع أحد أوتار الكمان فاستمر فى العزف بنفس المستوى.. ولكن سرعان ما انقطع الوتر الثانى ثم الثالث ولم يتبق إلا الرابع فاستمر بالعزف حتى انتهى من المقطوعة كلها... اللجنة من جهتها أعطته الدرجات كاملة ليس لجمال عزفه فقط بل ولشجاعته وإصراره وعدم انسحابه
يقول مايكل جوردن: "إن تقبلت توقعات الناس عنك خصوصا السلبية منها فلن يكون لديك المجال لكى تتغير".
الكثير منا صعب عليه أن يرى الأشياء على حقيقتها لكون منظور الرؤية والإدراك بداخله به خلل فى إبصار النور القوى مما يؤثر ذلك على الحقائق الظاهرة له ولا يريد أن يتبين ويدقق فى كثير من الأمور فترى أحكامهم متناقضة لرفضهم ما يقوله الآخرون، مما يجعل الصورة قاتمة ومخيفة فى كوننا نتمسك بالباطل دون جهد واضح لمعرفة حقيقة الشىء.
يقول إبراهيم الفقى: "إن الحياة لا تعاقبك.. أنت تفعل ذلك لنفسك بأفكارك السلبية".
فالطريقة التى نرى بها أنفسنا لا شك أنها تنعكس على من حولنا فإذا كان مخزون ما نفكر فيه الخوف والقلق والتوتر والحيرة فلن نرى أنفسنا إلا فى حالة صعبة ومخيفة كوننا أسأنا فهمها وترويضها وغلب علينا سوء الظن بها، وإذا كان قلبنا عامر بالحب والمودة فلا شك أنه سينعكس على حياتنا بسعادة ورضا وينعم على من حولك بروح جميلة منك، فليس هناك أسوأ مما كنت فيه من صعوبات لذلك فالقادم دائماً أجمل لأنه أمل والأمل فى حد ذاته سعادة لا توصف لأنك تثق فى الله بأن كل دروب الحياة مهما يحدث فيها فهو شيء عابر وسيمر كأى شيء.
يقول مصطفى محمود: "أبواب السعادة لا تفتح إلا من الداخل، من داخل نفسك.. السعادة تجيئك من الطريقة التى تنظر بها إلى الدنيا ومن الطريقة التى تسلك بها سبيلك".