وائل عبد الودود حسين يكتب: عندما تتصالح المصالح

إن إعلان الرئيس الروسى برفع العقوبات وعودة السياحة الروسية إلى تركيا بعد التفجيرات الارهابية التى تمت بمطار تركيا وقتل الطيار الروسى فى أجواء سوريا واعتذار الرئيس التركى يثير العديد من الحيرة والتساؤلات والاجابة الوحيدة والشافية لها هى تصالح المصالح.

إن سياسة الدولة الروسية تعتمد على مصلحة الدولة أولاً قبل أى شيء وعندما تقرر دعم الدولة التركية مادياً بدخول إيرادات لها بالمليارات ومعنوياً بعودة وتنشيط السياحة لها منحتها الثقة فى عودة السائحين لها من مختلف دول العالم تصب فى مصلحتها أيضاً وأيضاً ذكاء الرئيس التركى فى حل مشكلة كارثية قد تؤدى إلى انهيار اقتصاد الدولة وتعامله بسياسات مدروسة وتقديم التنازلات لعدم الدخول فى مصادمات تكلف الدولة أكثر من تقديم اى تنازلات ووعى الشعب التركى والمعارضين له فى قبول اعتذار الرئيس لدولة روسيا هو لصالح الدولة أولاً فلم نجد من يهاجم الدولة من دولة أخرى ويطالب باللجوء ولو كان الرئيس تعامل بقدر كبير من الاستعلاء والكبر لكان مصير الدولة هو تدهور الحالة الاقتصادية والسياسية لها ولكن التعامل بذكاء فى المواقف الحاسمة وسرعة البديهة والاعتراف بالخطأ والاعتذار وتقديم مصلحة الدولة قبل أى شىء هو لصالح الدولة وليست دليل على ضعف الشخصية إنما دليل على الوطنية والانتماء للدولة من كل فرد فى المجتمع.

إنه يجب على منطقة الشرق الأوسط التعاون بالكامل فى حربها ضد الارهاب لأنه الحل فى استقرار المنطقة ولان التفجيرات التى تتم بها أدت إلى خوف الدول المختلفة من سفر الافواج السياحية فى ظل الاعمال الارهابية التى تتم بالمنطقة بالكامل ولكن هناك تحرك وسعى بعض الدول بمفردها إلى العمل على تنشيط وعودة السياحة إليها بكل السبل وكافة الوسائل.

ولكن السؤال والحيرة التى أصابت قطاع السياحة بالكامل والعاملين فيه ماذا عن التحرك السياسى المصرى لعودة السياحة الروسية وغيرها لمصر والأسباب الحقيقية لوقفها وماذا عن الاستعداد التام للذهاب إلى كثير من الدول المختلفة لعودة السياحة مرة أخرى إلى مصر.

والسؤال الاخر هل السبب فى تدهور مستوى السياحة هو تأمين المطارات المصرية كما تدعى الدول أم هو حصار لمصر اقتصادى وسياسى صامت من الدول الاجنبية يتحول بعدها إلى غزو غرضه تدمير وهدم الدولة كما يحدث فى كثير من الدول العربية دون الدخول فى حرب واستخدام الاسلحة أو إهدار أى نقطة دم وذلك على اعتبار أن السياحة المصرية مصدر من أهم المصادر الرئيسية للدخل للدولة ولعدد كبير من العاملين بالقطاع السياحى هذا بالإضافة إلى توفير العملة الصعبة.

إذا كان السبب هو تأمين المطارات فلابد من الاستعانة بالدول الاوروبية فى تأمين المطارات وتطويرها لكى تواكب أفضل مطارات العالم ويجب دراسة احتياجات ومتطلبات السائح الخارجى ومعرفتها والعمل على تحقيقها وتوسعة الدائرة الخاصة بمصادر السياحة وعدم الاعتماد على دول بعينها والاهتمام بالتسويق الخارجى الملموس بدون وجود مصالح للشركات المتخصصة فى ذلك والإنفاق بالملايين عليها وتهدرها، ومن خلال تقديم عروض داخلية وخارجية من خلال المبادرات التى تتم عن طريق وزارة السياحة ويجب الاهتمام أيضا بتطوير والارتقاء بالعاملين القائمين فى المجال والتوعية لكل فئات المجتمع وفى النهاية يجب علينا جميعاً الانتماء للدولة والبعد عن المصالح الشخصية ومن جانب الدولة يجب أن تتصالح مع المصالح وأن تتوسع فى علاقاتها مع الدول الاخرى للنهوض واستقرارها اقتصادياً وسياسيا.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;