العمل والحب وجهان لعملة واحدة، وعنوان السعادة، لذا أسوأ ما يصيب الإنسان أن يكون بلا عمل أو حب.
وقتها يفقد السعادة بل رغبته في الحياة، فالقاعدة أن هناك الكثير والكثير من محددات السعادة، وأولى خطوات السعادة الحقيقية هي الرضا بما تملك، ولا تقف عند حد الرضا، بل الاستمتاع به على الرغم من الظروف الصعبة. الأمر كله يتعلق بكيفية تفكيرك في الأمر.وتوجه إرادتك له إما إعطاء قوة سلبية على حياتك أو يمكنك اختيار السعادة بدلاً من ذلك.
واحذر أن تضع سعادتك في قوائم الانتظار، فلا تتسول السعادة، عذرا. فلن يسعدك غيرك. اعتد عليها عزيزي القارئ . فالسعادة قرار يمكن نسجه في كل جانب من جوانب الحياة لترجمة الأحلام إلى حقائق ملموسة تدفعنا إلى أعلى منحنيات الاقتدار الذاتي لسحق هزيمة النفس وكسر الروح.
وللسعادة وجوه كثيرة تكمن في مثلث الدفع الحياتي"العمل والمال والحب"، ويتم ترتيب القاعدة طبقا لدستور الراعي كما يقال، أو تبعا لأولوياته وكل عنصر يزج بالآخر لتحقيق الهدف الذي يصبو إليه. فأنا أرفض تماما أن اكون شمعة تحترق من أجل الآخرين، ولكني أؤيد إضاءة آلاف الشموع من شمعة واحدة ، ولن يتم تقصير عمر الشمعة، فلكل أجل كتاب، وإنما خلقنا لهدف ولم نخلق هباء.
والسؤال المتكرر عن مدى طردية أو عكسية العلاقة بين الحب والعمل والسعادة؟
اختلفت الآراء في مدى ترتيب العلاقة، فمنها من يظن الناس أن الشعور بالسعادة نتيجة النجاح ولكن العكس هو صحيح النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة، ومنها من رأى أن كثيرا من الناس لديهم فكرة خاطئة عن السعادة. لن تتحق إلا من خلال تلبية الرغبات، ولكن بالتضحية من أجل هدف نبيل، وهذا ما أيدته المعجزة هيلين كيلر.
ولك الخيار عزيزي القارئ؟ فالسعادة قرارك أنت، من منظورك أنت، وقدرتك علي مواجهة تحديات الحياة.
وتأكد أن من عتمة الليل النهار طالع ومهما طال الليل لابد أن يأتي النهار ومن هنا نخرج "بثقافة المزاحمة" إزاحة الفرح للخزن، وإزاحة الصح بالخطأ وفى مجملها إزاحة الموجب بالسالب، وهي ثقافة تحتاج إلى تدريب لنخرج إلى الشروق وتفتيح الغامق والصعود إلى قمة هرم السعادة والاستمرارية.
هذا الانسجام بين الإنسان والحياة يحكمه دستور، ولكن من نوع آخر أكثر شمولا لصالح الإنسان والانسانية عامةً أطلق عليه البعض "سعادة الأخلاق" لخدمة المجتمع دون النظر إلى أموالك أو مظهرك أو وضعك الاجتماعي أو موهبتك.
معا نعبر الجسر الهرمي للسعادة لنصل إلى الحياة الكريمة والطيبة والهادفة، ومن أجل ذلك كن أنت مصدر سعادة للآخرين لتترك أثر طيب يقتدى به.