اليوم, أحببت أن ابدأ بموضوع فى غاية الأهمية، ومع ذلك يغفله الكثيرون، ويتناساه البعض بسبب الإهمال والفوضى التى تضج بها أقطار العالم أجمع.
موضوعى اليوم هو "كيفية تنظيم الوقت"، ومن منا لا يعى أهمية تنظيم الوقت فى حياتنا اليومية، وعلى الرغم من ذلك نهمل أهمية الوقت فى حياتنا وأعمالنا، ونفضل العشوائية والتأجيل واللامبالاة، والذين يؤدون دائما للفشل والخسارة. مقالتى اليوم ليست مقالة نظرية فى المقام الأول، ولكنها مقالة تهدف إلى إلقاء الضوء على أهمية تنظيم الوقت والأعمال بغية الوصول لأعلى مراتب القوة والنجاح. فى الحقيقة ان " تنظيم الوقت " لا يعنى أن نقوم بتقسيم أيام الاسبوع إلى جداول ومنها إلى ساعات محددة، ولكنه يملك معنى أقوى من ذلك بكثير، وهو تنظيم الأعمال التى تقوم بها طوال اليوم حسب اولويتها وأهميتها دون اهمال أو ان تغطى أعمال على أعمال اخرى، والأهم من ذلك هو الشعور بالراحة والنظام الذى يتبع اتمام كافة الاعمال على أكمل وجه دون زيادة أو نقصان. والسؤال الأهم هو، كيف نقوم بتنظيم اوقاتنا؟ فى البداية علينا ان نعى ان هؤلاء الذين نجحوا فى حياتهم وتركوا بصمات على هذه الأرض، وصلوا إلى ذلك من خلال تنظيمهم لأوقاتهم بشكل صحيح، وعلينا ان نعى ايضا ان يومهم كذلك مكون من أربع وعشرين ساعة، ولكنهم قاموا بإستغلال كل دقيقة ليصلوا إلى ما وصلوا اليه، فلا تتذمر عزيزى القارئ من ضيق الوقت، فبإستطاعتك القيام بما تريد وقتما تشاء عن طريق تنظيمك لأوقاتك لتتبلور حسب طبيعة حياتك الخاصة.
إن أكثر الخطوات ذكاء فى استغلال وتنظيم الوقت هو عمل جدول مقسم إلى فترات وليس إلى ساعات محددة كى لا تشعر انك فى قفص يصعب عليك التحرك داخله, ولكن فى فترات الامتحانات أو الالتزام بوقت محدد لإتمام أحد الأعمال سيكون أفضل بكثير ان تقوم بتقسيم اليوم إلى ساعات، على شرط ان ينتهى ذلك الجدول بمجرد انتهاء فترة الاختبارات أو الأعمال، حيث أشارت دراسة بريطانية أن 85% من الذين يجتازون أعمالهم بنجاح يقومون بتنظيم أوقاتهم بشكل مميز، ويقومون بإجتياز كل العقبات عن طريق اتباع جدول محدد سواء أكان مكتوبا اوغير مكتوب. وللإجابة على هذا السؤال أيضا عليك عزيزى القارئ الإهتمام بفترات النوم والطعام، وتكريس وقت للتنزه وللعائلة، كى لا تقضى حياتك فى قمرة صعبة الخروج منها، وبمرور الوقت ستتعود تلقائيا على اتباع نفس النظام، مما سيسهل عليك القيام بكافة أعمالك على أكمل وجه. وانا شخصيا أفضل دائما تنظيم كافة الأمور عن طريق الإستعانة بمذكرة صغيرة لا أتخلى عنها، من أجل عدم النسيان والترتيب لأى حدث أو مناسبة، عن طريق وضع خطوات محددة اكون جاهزة بفضلها فى الوقت المحدد لأية أمر. عليك ان تؤمن عزيزى القارئ بأهمية الوقت الذى نقضيه على هذه الأرض، فكل لحظة تمر لا تعود أبدا، اما ان تقوم بإستغلالها افضل استغلال، أو ان يفنى عمرك فى حياة فوضوية عنوانها العشوائية وعدم الاكتراث.
ضع خطوطا عريضة لحياتك ولا تتنازل عنها أبدا، فالقيام بالأعمال بشكل منظم يولد الراحة النفسية عند الانسان، وهذا ما أثبتته دراسة أسترالية حديثة تتمحور حول أهمية تنظيم الوقت. لا تتخلى ولو للحظة يمكن ان تضيع سدا دون الإستفادة منها جيدا فما يذهب لا يعود أبدا ,و لا تنسى الاهتمام بصلواتك الخمس، وتنشيط عقلك بقراءة كتاب فى احد المجالات التى تحبها، وكذلك الخروج للمشى برفقة الأصدقاء، واحتساء قهوتك من البن البرازيلى الفاخر لتعديل مزاجك. تعود ان لا تغمض عيناك الجميلتين ليلا إلا بعد اتمام كافة أمورك، فالحياة المنظمة واسلوب الحياة الصحيح هو ما يجعل الدول الأجنبية فى مصاف دول العالم تقدما وانتاجية، وهو أيضا ما يجعل دول العالم الثالث ـ كما يدعوون ـ تتصدر إحصائيات اكثر دول العالم بدانة وارهاقا وأقلها انتاجا. ان ابسط مثال لذلك هو اعتياد الأسر البريطانية على سبيل المثال تعويد أبنائهم للخلود إلى النوم عند تمام التاسعة، مما ينعكس ايجابيا على المجتمع بأجمله، ويجعله مجتمعا يعيش حياة صحيحة، مرنا وجاهزا لتقبل كافة المتغيرات مهما كانت، وذلك نتيجة ما غرسه آبائهم فيهم منذ الصغر، وهذا عكس ما يحدث فى دولنا العربية تماما عزيزى القارئ، وأترك لك تفسير ذلك حسبما ترى. تذكر دائما ان العمر يمضى بسرعة، فاجعل عنوان حياتك النظام والتنظيم لتصل لأعلى مراتب الراحة والنجاح.