هذا البيتُ الرابضُ فينا
يسكنُ منَّا شغاف القلبِ
تتأرجحُ فى الأركان الذكرى
وتلامسُ صمتَ الأعتابِ
أبحث عن وحشٍ برِّى
خطفَ النُّور وهزَّ البنيانْ
ما قامت للبيتِ قيامةْ
منذُ تولاهُ الحزنُ
مُلِأَ السقفُ شقوقاً
وتداعت بعضُ الجدران
فى إحدى الحجرات المنزويةْ
ثَبَّتُ سريرا مبتعدا
عن هذا الجرْفِ المنهارْ
أتساءلُ بالليلِ يا أمِّى
دخَّان طعامكِ ينْسلُّ
كى يوقِظَ منِّى الأحلامْ
وسنينَ عجافْ
أكلتْ سنبلُكِ الأخضرْ
لمْ يبقَ طحينْ
تتدفَّقُ أنفاسٌ ثكلى
فيئنُّ جدارْ
البيتُ بدونك يا أمى
قبرٌ منْ نارْ
للهوِ سنين نعشقُهُ
واليوم مزارْ
نأتيهِ فتفجعُنا الذكرى
فنوَلِّى الأدْبارْ
يطمُرُنا الصمتُ الموحِشْ
يلطمنا جدارٌ وجدارْ