يقول محمد مراد ايلدان : " في كل هزيمة، هناك جنين صامت للنصر، في كل فشل تحت الأنقاض، يظهر مفتاح إلهي للنجاح" .
بدأت فكرة منتدى شباب العالم منذ سنوات عدة مع بداية العصر الحديث للدولة المصرية، حيث كانت الفكرة طفلة، ولدت من فكر ورؤية الدولة المصرية التي عدلت وهذبت كثير من المفاهيم الإنسانية بل وأضافت الأكثر لموسوعة حقوق الإنسان والى المصطلحات الحقوقية ، مثل إضافة حق التنمية وحق الحياة في بلد أمن وحق محاربة الإرهاب ، ولكن تلك الفكرة لم تعد طفلا بل نضجت على مدار النسخ الأربعة الماضية حتى أصبحت كالشاب الذي ينفذ وصية والديه ويبرهن أن النسخ السابقة أفرزت رؤى قابلة للتنفيذ في عام قاسٍ على البشرية جمعاء .
فكانت الفكرة من الأساس قبل نشوب تلك الصراعات واحتدامها هو توحيد البشرية وإحياء النزعة الإنسانية ، وإعادة صياغة منظور حقوق الإنسان لشكل أكثر واقعية ومنطقية، لذا يأتي قرار عدم إطلاق النسخة الخامسة من منتدى شباب العالم بشكله المعهود قرار واعٍ، ولكن لا يعنى حجب تلك النسخة هذا العام بل تحويلها إلى حزمة من المبادرات التنفيذية على أرض الواقع لتساهم مصر في حلول أزمات البشرية بنسمات إنسانية ونكهة شبابية خالصة تخاطب أخطر الملفات المطروحة على الساحة الدولية ألا وهي الأمن الغذائي ، والمائي، وتتضمن المبادرة الدولية لمساعدة اللاجئين ودمجهم في المجتمعات الجديدة، وهو ما يأتي استكمالا لجهود مصر في درء مخاطر الهجرة الغير نظامية والتوكيد على حقهم في الحصول على الرعاية الصحية والتعليمية بشكل جيد خاصة في ظل تلك الاضطرابات المُناخية والسياسية والاقتصادية والتي قد تسبب التهجير القسرى لبعض من البشر في مختلف أنحاء العالم ، مثل الذين تضرروا من آثار التغير المناخي من جفاف وبراكين وفيضانات والذين تضرروا من سوء الأحوال الاقتصادية أو من تهدمت بيوتهم بقذائف ونيران ، فالعالم يسعنا جميعًا ولكن لابد أن تسع قلوبنا لبعضنا البعض وذلك الذي خلده منتدى شباب العالم في النصب التذكاري داخل الجبل في شرم الشيخ في متحف الإنسانية الذي بداخله قلوب منحوتة.
كما تضم تلك المبادرات منصات حرارية وتحفيز المشروعات الخضراء ، كما ضمنت تلك المبادرات؛ مبادرة لتمكين رواد الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وبرنامج لدعم الصحة النفسية ومنصة للمتطوعين من كافة أنحاء العالم .
ربما كان يحتاج العالم إلى دقائق صمت ليستمع إلى نسمات إنسانية مصرية، تصمت خلالها الصواريخ والقذائف وطلقات الرصاص؟ كي يتذكر كم انُتهكت الإنسانية في الآونة الأخيرة؟
كان يحتاج العالم أن يري أن هناك دولة نامية تؤمن أن في كل هزيمة هناك جنين صامت للانتصار ؟ على الرغم من كل التحديات التي تواجهها الدولة المصرية على الصعيد الاقتصادي والمناخي والبيئي ولكنها تذكرت أن للإنسانية حق وأن وحدة البشرية هي السر للخروج من الأزمة ، فحقا لقد شاركت مصر في قاموس الإنسانية وكتاب البشرية بالكثير ولازالت تعطى .