الدنيا جبر .. قسوة .. عطاء.. إخلاص وأمان، تتجسد كل معاني الإنسانية السامية في قلب الأم فخصالها تشبه الطبيعة تنمو من معية وتوفيق الله فقط.. فطرة أمومية ليس للمرأة التدخل فيها أو دراستها وتعلمها، هي مشاعر من عند الله مختلطة بحفاوة المشاعر أو جفائها تكن بسب العوامل المحيطة وتأثيرها على مشاعر الأم .
الست حليمة رحمة الله عليها "والدة الغالي علام" نالت كل خصال الطبيعة في حفاوة مشاعرها ، منبع الحنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تحنن وتحرص وتخلص في زرعتها بكل حب شاهدت زرعتها تنمو أمام عينيها ، زرعة خضراء بلون الطبيعة متمسكة مثل الصبار، خير مثل سنابل القمح الذهبية ، ورائحتها الذكية مثل عطر الياسمين.
حصاد الزرعة كان الابن علام عبد الغفار, ابن وأم مشاعرهما واحدة , كل إحساس كانت شعرت به الأم تجاه ابنها كان مثل شروق الشمس، فكانت تعلم ولا تشعر أن ابنها في حالة فرح أو ضيق، رغم بعدها عنه عشرات الكيلو مترات، فالابن يدرس في إعلام القاهرة، والأم في منزلها الكائن في محافظة الفيوم، رغم بعد المسافات فالقلب كان يشعر بكل نبض يخرج من جسد "علام".
بدأت الحكايات والقصص وكل سطورها سهلة وبسيطة بين الأم وابنها العزيز علام عبد الغفار البار بوالدته، فأدرك قيمة ما قدمته الأم من تضحيات لأجل أبنائها، في يوم وليلة تبدلت الأحوال وأحداثها أصبحت حزينة وسطورها امتلأت بالبكاء بعد أن أعلنت السماء أن "الست حليمة" حان موعدها لتودع الحياة تاركة زرعها الطيب، فشعرت الزرعة بغياب صاحبتها فبدأت تميل شيئا..وأبت لحكايات أن تستمر تغيرت حلقاتها وانكسر القلب على فراق الأحبة، وانتصر اللقاء والحنين بعد أن أبت الاستمرار في دنيا لا توجد بها "حليمة".
ذهب علام عند الست حليمة وقبل رحليه بشهر يوم الجمعة صباحا 23 ديسمبر 2022 رأى في المنام والدته الغالية وقال: " انا فرحان, أنا رأيت أمي وجت حضنتني واخذتني معها"، علام صدق حلمه .. كان مصدق حلمه قوي .. قلت: يا علام الناس كلها تحلم بأمهاتهم كل يوم هي بس بتطمن عليك وبطمنك بحضنها. و من بعدها وهو مستعد أنه يمشي وبقى واثق انه هيمشي لأنه متأكد من الوصال والصدق حتى في الأحلام ومشي علام ليخبرني صدقا عن "وفاء الأحباب" وأن الحب الوافي نهايته الوصول حتى وإن طالت الليالي أو قصرت. و صباح الثلاثاء 24 يناير 2023 رحل علام ليكن الفراق والبعد 3 سنين وعشرة أيام فقط عن قلب الست حليمة.