تُرى من المستفيد من تفتيت الدول العربية والإسلامية إلى فرق وأحزاب؟
سؤال يتبادر إلى الأذهان بين الحين والآخر فهل نحن أمام سايكس بيكو جديد برعاية صهيو أمريكية أم أننا ندفع فاتورة إختلافنا وتكالبنا على المناصب والمكاسب؟
فمن المعروف أن العلاقات بين الدول تقوم على المصالح المشتركة فلا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة ولكنها المصلحة هى التى تحكم أبعاد تلك العلاقة فنموذج اتحاد الدول الأوروبية بعد توقيعهم على إتفاقية ماسترخت التى أذنت بولادته وأصبح هذا الاتحاد بمثابة النموذج المُلهم الذى أيقظ الضمير العربى والإسلامى نحو تحسس الطريق وإعادة هذه الفكرة التقليدية إلى الأذهان لإيجاد مثل هذا الاتحاد على غِرار الاتحاد الأوروبى فبرغم من وحدة العادات والتقاليد واللغة والحدود والدين وغيرها فكل هذه الأسباب وغيرها لم تحرك ساكناً فى الوجدان العربى رغبةً فى إيجاد اتحاد حقيقى على أرض الواقع وليس فقط على الورق وبين الجدران داخل أروقة جامعة الدول العربية مع كامل احترامى لبعض الدعوات الحقيقية التى كانت تنادى بضرورة إيجاد مثل هذا التحالف الإستراتيجى دون أن تجد صدى لهذه النداءات.
لكى أكون منصفاً لا أستطيع أن أحمل ما آل إليه الوضع الحالى للدول العربية والإسلامية وما وصلنا إليه من وهن وضعف وتأخر فى مواكبة الدول الكبرى إلى الحكام فقط فالشعوب عليها العامل الرئيسى فهى كانت مرتضية لحالة السكون التى كانت أشبه بالموت الإكلينيكى للأمة ! فهى من تقرر مصيرها بأيديها فكانت ولاتزال تستطيع أن تصنع الفارق.
ابتداءً من الحرب على العراق ومن قبلها حرب الكويت مروراً بما سُمى بثورات الربيع العربى والتى تخللها استباحة التدخل فى ليبيا واستصدار أوامر دولية لم نراها فى الحالة السورية فكانت بمثابة نموذجاً مثالياً لسياسة الكيل بمكيالين والتى تخدم المصالح الصهيو أمريكية والغربية فى تفتيت وتكسير عظام هذه الدول كذلك فى زرع نزاع طائفى مسلم شيعى فى بعض البلدان وبين المسلمين والأقباط فى بلدان أخرى كمصر وزرع عملاء لاستخبارات أجنبية أمثال داعش وغيرها تحت ستار الدين الإسلامى والإسلام منهم براء ! وذلك رغبة فى ضمان تفوق وعدم وجود تهديد للكيان الصهيونى الغاصب للأرض العربية فهى ضربات استباقية منظمة ومتلاحقة وفق إيديولوجية معدة سَلفاً وكل من يأتى يستكمل ما انتهى إليه سابقيه..
فهل نستطيع أن نُوجد نقطة إلتقاء لهذه الدول وإحداث نوع من التكامل العربى العربى من جديد، وهل مازالت الفرصة متاحة لمثل هذه الأطروحة أم أنها مجرد فكرة حبيسة العقول ومحض خيال.
فمن المستفيد من التباعد بين كلٍ من دول الخليج العربى وإيران وبين مصر وتركيا وقطر، السودان شمالها وجنوبها، العراق والأكراد، سوريا السنة والعلويين، تونس ولبنان والمغرب العربى وشمال أفريقيا وغيرهم فما إمكانية إعداد آلية للتعاون بما يخدم مصلحة كافة هذه الدول وغيرها رغبة فى إيجاد نوع من التعاون المشترك بعيدا عن المعتقدات الدينية (سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين) والإحتفاظ بخصوصية كل دولة وسيادتها على إقليمها وعدم تدخلها فى الشئون الداخلية للدول الأخرى.
فالمشهد الدموى الذى اعتدنا على رؤيته بصفة يومية هل يمكن أن يتحول إلى مشهد تنموى فالوضع بلا شك أصبح جد خطير الأمر الذى يدعونا جميعاً إلى أن نتكاتف ونتحد وأن نقف جنباً إلى جنب فلابد من وقفة بإرادة حقيقية وصادقة وحرة لإيجاد أُطر جديدة وأساليب غير تقليدية نحو خلق اتحاد وعلاقة جديدة تهدف إلى خدمة المصالح القومية وفق رؤية واستراتيجية متطورة وليست عشوائية كسياسة الغاب.
حفظ الله الوطن وتحيا مصر.