يحرص السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على إعادة رسم المجتمع المصري بكلماته البسيطة في كل محفل وحدث محلى، وكأنه بريشة أنيقة يعيد ترتيب ركائز المجتمع المصري ليسلط الضوء على أهم النقاط.
"جيل جديد – مجتمع بلا غارمات – مجتمع بيساعد ناسه – كلنا صايمين –روح جديدة في مجتمعات جديدة "
كانت تلك أبرز الكلمات التي اعتلت حواره البسيط مع أهالينا في الاسمرات أثناء الإفطار وكأنها الوصفة السحرية لمجتمع صحي؛ فالمجتمع الصحي هو الذي تتوحد فيه صفوف شعبه لنتذكر أننا جميعا صائمين مسلمين ومسيحيين ، فهي ليست المرة الأولى التي يتزامن فيها الصيام الكبير وأسبوع الآلام مع شهر رمضان المبارك ؛ لتكون كلها أيام مقدسة يكثر فيها الدعاء لفك الكروب و التغلب على التحديات .
المجتمع الصحي هو الذي يساعد الناس ، بالتوعية وبالفعل وبالإنشاء وبالإصلاح ، بإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة غير عشوائية تبعث روحًا جديدة داخل المواطن كما وصفت أحد الأمهات، وهو المجتمع الذي يوعي المواطنين من خطر الاستدانة كي لا يكون بينهم غارمين أوغارمات ، وهى مشكلة حقيقية تواجه المجتمع المصري، والتي أوضحتها المواطنة منال والتي وصفت ما يحدث بالفعل، ويوقع بالمواطن في فخ الاستدانة، وهو الشراء بأكثر من القدرة المالية للأسرة للتباهي مما يؤدى إلى تراكم الديون وينتهي الأمر بالحبس، ولكن لم يكتف السيد الرئيس بمبادرة سجون بلا غارمات ولكنه استغل فرصة إفطار الأسرة المصرية للتوعية من هذه المشكلة التي كادت أن تصل إلى حد الظاهرة المجتمعية.
المجتمع الصحي، هو الذي يستطيع أن يستغل الشباب في مبادرات وخاصة شباب الطبقات المتوسطة والمجتمعات العمرانية الجديدة الذين انسلخوا من العشوائيات وانتقلوا إلى طبقة اجتماعية جديدة قد تسبب لهم ارتباك في بادئ الأمر ولكن وضعهم في مبادرات تطوعية هو استغلال جيد لطاقتهم واستيعابهم وتوظيف مهاراتهم بشكل صحي وجيد لفائدة المجتمع ولصحتهم النفسية أيضًا.
المجتمع الصحي هو الذي يساعد نفسه بنفسه، ويساعد مواطنيه كما ذكر السيد الرئيس، هو الذي يستطيع علاج أسقامه بنفسه، بالمكاشفة، وبالتوعية وبالعمل وبالوحدة وبشفافية الحوار بين القيادة وبين المواطن بل وحرية الحوار أيضًا.
أن الإصلاح المجتمعي ليس بعيدًا أبدًا ولا أقل أهمية عن الإصلاح الأمني والاقتصادي، فالمجتمع المُحصن اجتماعيًا هو مجتمع قوى يستطيع أن يصمد أمام أى تحد أمنى أو اقتصادي، فالمناعة الاجتماعية هي حائط الصد أمام الأفكار المتطرفة وأمام محاولات بث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد ، هي واحدة من المسارات التي انتهجتها الدولة المصرية لمحاربة الإرهاب.
المجتمع القوي هو الذي يستطيع أن يصمد أمام الإرهاب ومحاولات التفكيك وأمام الشدائد مهما كانت صعوبتها.