واصل السير تجاه أحلامك فقد سخر الله لك أجمل الأقدار والأشياء وقد لا تدرك ذلك فى حينه فأسعى وتأمل هبات الله لك، فأنت من تصنع النجاح وأنت من تصنع ذاتك وتحدد مسارك الصحيح كشعلة متوجهة لا تنطفئ تجاه حلمك، إذا أردت تحقيقه فأعط أفضل ما لديك فى كل لحظة وفى كل خطوة وفى كل قول وفعل، انهض وارتقى له ودافع عنه بكل ما أوتيت من قوة وإيمان وصبر، أعمل ليل نهار من أجله أنس الظروف والفقر والألم والمعاناة والإعاقات النفسية والجسدية أنس كل ما يبعدك ويكون حاجزا عن تحقيق حلمك.
يقول فاروق جويدة: "ثقيلٌ هو الحلم أن صار وهما.. وضاق به العمر حتى استجار، سأمضى إلى الحلم مهما توارى.. ومهما طغى اليأس فينا وجار".
قد لا تسير الحياة وفق ما نريد، ففى أوقات السقوط والفشل هناك دائماً طوق نجاه قليل من ينتبه له كوننا لا نرى فى وقت الأزمات إلا الانهيار والإحباطات، هناك أشياء تمد يدها لك كى تعاود الوقوف مرة أخرى وتجدد إيمانك بشعاع نور يخترق العتمة فالتحدى الحقيقى أن تنهض من جديد بإرادة أقوى وروح لا تخشى شيئا، بأن تستجيب للصوت الذى يناديك فى أعماقك للنهوض، فليس إخفاقك هذا نهاية كل شىء، هناك أمل لا يزال بداخلك يشدك إلى أن تتنفس الحياة بعمق، فالفرص ما زالت أمامك، فقط قم وحاول وعاود وواصل السير برؤية منطقية فأنت شئت أم أبيت كتب عليك أن تواجه الأخطار وتتحدى ظروفك المأساوية فلا تتجاهلها لأنها واقع الكل يعيشه فلا تسمح لها بتدمير حياتك.
تقول بثينة العيسى: "والأسوأ، من أن تعيش حياة لا تعجبك، أن تكون- بحكم المنطق- المسؤول الوحيد عن هذه الحياة، أن تفقد حتى القدرة على أن تعيش بصفتك ضحيّة للظروف".
فالتغيير والنجاح فى متناول أى إنسان ولكن الأمر ليس بهذه السهولة فقط لمن يريد ويسخر كل وقته وجهده لمن يريد ويرغب أن يعود للحياة، لمن يريد أن يقول أنا هنا وما زالت حيا ومازلت قادرا على الصمود والعطاء وقهر الخوف وقهر كل ما يريد إسقاطك، فأنت المسيطر على حياتك تتحكم فيها وليست ظروفك وما يعترضك فأنت فقط من يقرر أن تظل كما أنت أو تتحدى كل ما يريد تدميرك، يتوقف ذلك على طريقة رؤيتك ونظرتك للأشياء وما تفكر فيه وتؤمن به وتعتقد فيه.
استفز ما بداخلك من إرادة وعزيمة ومن طاقات وقدرات وأطلق لها العنان وأهتم بحياتك أفضل من أى وقت مضى مادام بداخلك شىء ما تريد إنجازه ولا تفكر كثيرا فيما سوف يحدث لك وما سوف يهدد خطواتك حتى لا تظل مكانك، كل ما فى الأمر أنك تدرك جيدا ما تريد وتسعى له بوجهتك الصحيحة، وأن لا تتوقف عن عمل الأشياء التى ترتقى بحلمك وبالخير الذى فى أعماقك، فخطوات قد تبدو بسيطة ولكن نتائجها عظيمة فيما بعد فأتقرب منها وعش أجمل لحظات حياتك.
يقول واسينى الأعرج: "لم تدللنى الحياة كثيرا، ولكنى أجبرتها على الأقل للاستماع إلىّ وإلى أنينى الكبير".
أؤمن بنفسك لتعيش حياتك وثق فى قدراتك وفى تفكيرك فقد تصادفك لحظات قد تبدو الأمور فيها مستحيلة وكأن نبضك توقف عن الحياة ولا ترى أمامك إلا خيبة الأمل والألم الذى تعانيه، هذا فخ اليأس ومتاهة اجترار الأحزان، قف لحظة وقرر أن لا يلهيك شيئا عن حلمك، استمر بلا تراجع ولا استسلام فهناك الكثير مثلك من كانوا يعانون وارتكبوا الكثير من الأخطاء وصادفوا الأهوال والإخفاقات ومع ذلك كانوا يحدثون أعماقهم بأن لديهم الأفضل للقيام به وتحقيق إنجازات هى فى استطاعتهم وهم على بعد خطوات منها فيمنون أنفسهم بالصبر والشجاعة ولا يفكرون فيما يقولون الناس عنهم، فالبدايات دائما مقلقة ولكنها ليست النهاية.
تقول اليزابيث كوبلر روس: "إن العظماء الذين عرفناهم فى حياتنا هم اشخاص عرفوا الهزيمة، عرفوا المعاناة، عرفوا المصاعب، وعرفوا الخسارة، لكن فى نفس الوقت عرفوا الطريقة التى يتعاملون فيها مع كل ذلك".
فكر فيما يدفعك للأمام فهناك دائما فرصة للنهوض مادمت تحاول وتحاول ولا تستسلم بروح جميلة تحدثك بأنه مازال هناك وقت ولديك من القوة التى تجعلك تصمد وتواصل السير فقد تهزم ولكن لا تجعل قوتك وعزيمتك تنهار أعمل على تحفيز ذاتك فكل ما تصادفه من أهوال وأزمات ما هو إلا إزعاج مؤقت فالأوقات العصيبة بكل ما فيها من قسوة جاءت لترحل لا أن تسير معك كظلك مادام بداخلنا طاقة نستطيع بها مواجهة أى شىء، فقط خوض التجربة وقاتل من أجل حلمك.