الشعب المصرى شعب يقنع بالقليل ورغيف العيش هو العنصر الأهم بالنسبة للغذاء لدرجة أنه يطلق له الأمثال الشعبية والنكات مثل: لقمة هنية تكفى 100، اللى يزيد من واحد يكفى عشرة، ماحدش بيبات من غير عشا، مفيش حد مات من الجوع.... وغيرها الكثير !!
ويطبق الحديث النبوى مضطراً "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع" فهو الغذاء الأساسى للفقراء ورفيقهم فى الثلاث وجبات "إن كان فى حد بياكل ثلاث وجبات دلوقت مع الغلاء" !! له مكانة خاصة، فالمصرى إذا وجد فتلة دوبارة فى الرغيف حمد ربه وشكر الحكومة وقدر ظروفها وقال فى نفسه الرغيف بخمس قروش وعايزينهم يحطولنا فتلة حرير!! دا إحنا طماعين قوي!! فإن وجد مسمار حديد قال كتر خيرها يعنى هتحطلنا مسمار دهب مثلاً؟!! فإن قرش تحت أسنانه من أثر الرمل أو الزلط قال تحيا الحكومة التى تهتم ببناء جسم الإنسان، فالرمل والزلط والحديد من مواد البناء!! ونكته تقول: احد اشترى رغيف عيش جه ياكله لقى فيه ديل فار، راح يتخانق مع بتوع الفرن قالوله دى مسابقة، أكمل أجزاء الفار تكسب 10 أرغفة مجاناً !! والقمح بالنسبة للشعب هو أهم السلع الإستراتيجية ويعتبر صمام الأمن القومى فلا يعقل ما يحدث من مخالفات سواء فى التوريدات الوهمية أو سوء التخزين أو الاختلاسات وقد كشفت اللجان المكلفة بالتفتيش عن مخالفات جمة تقدر بمليارات الجنيهات.
أما التقارير التليفزيونية فقد عرضت لنا صوراً للقمح وهو ملقى على الأرض فى الهواء الطلق بلا أجولة تدوسه الأقدام والطير ترتع وتأكل وتقضى حاجتها مما جعلنا نقلق على أهم مصدر لأكل الفقراء والأغنياء، لكن ربما يكون رغيف العيش بالنسبة للأغنياء ثانوى لتوافر البدائل من الأرز والمكرونة لكنه للفقراء أساسى وإعدادى وثانوى وجامعى لا بديل له، لذا نتمنى من السادة المسئولين أن يضربوا بيد من حديد على من يتلاعبون بقوت الشعب سواء بالاختلاس أو سوء التخزين أما يكفيهم ما يسمعون عن الأقماح المسرطنة وغيرها !!