قال عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين من زمن مضى إن التعليم حق لكل مواطن ويأتى فى منزلة الماء والهواء.
رحم الله العميد فقد عانى الكثير من اجل أن يصل إلى ما وصل إليه لم يكن الطريق أمامه مفروشا بالورود والرياحين بل كان طريقه مفعما بالعراقيل والمعوقات لكن إرادة الله لابد أن تنتصر.
كل الناس تعرف طه حسين وقصة كفاحه وقد مضى الآن على هذا القصة منذ ما يزيد على قرن من الزمان.
وقد كان يحدونا الأمل فى مستقبل مشرق من ناحية النهضة العلمية المنشودة وقد بدأت بالمجانية وامتلأت الفصول بالطلاب والتلاميذ من أبناء الفقراء بعد إن كان العلم قاصرا على أبناء الأغنياء والموسرين !
وتساوى الجميع !؟
وبعد ماذا فعلنا بالعلم وما اثر هذا العلم على أخلاقنا ومعاملاتنا! تعلم الناس وحصلوا على أعلى الشهادات ونالوا ارفع الدرجات ! ولكن هل غير ذلك من أخلاقهم شيئا ؟!
قد استغل الناس علمهم استغلالا معكوسا فبدلا من أن يهذب العلم أخلاقهم ويسمو بسلوكهم حدث العكس !
فوجدنا الموظف المرتشى والعامل الخامل والطبيب المتاجر بالأعضاء البشرية وسارقها الذى لا يحترم القسم الذى أقسمه إذا كان قد أقسم؛ والمعلم الغشاش الذى يسهل الغش ويحميه والطالب المشاكس الذى لا يحترم المعلم ولا محراب التعليم ثم وجدنا الدروس الخصوصية والمجموعات الدراسية والغش بالتليفون الجوال وتسريب أوراق الامتحانات وغير ذلك.
ثم فى النهاية طوابير من المتعلمين العاطلين على الأرصفة جالسين فى انتظار رحمة رب العالمين ؟!