العلم هوَ أساس تقدّم الحضارات، وهوَ السبيل إلى تقدّم الأمم ورفعتها، وقد رفع الله فى كتابه العزيز أهل العلم والعلماء، فالعلماء هُم أشدّ الناس خشية لله، والراسخون فى العلم هُم الذين لا تنطلى عليهم الحيل ولا يُخدعون بزيف العابثين وآرائهم المُشكّكة بالحقائق والأشياء، ومن الميّزات التى حظى بها أهل العلم أنّهُم أصحاب المناعة والحصانة من كلّ ما تهتز لهُ أركان العقل البشرى، وفى هذا المقال سنتحدّث عن أهميّة العلم فى حياتنا بشكل عامّ وتأثيرهُ على شخصيّاتنا وسلوكنا.
إنَّ العلم هو بوَّابة المجد لما يحمله معه من رُقى وتغيير، ولما يحمله معه أيضاً من نهضةٍ يمكن لها أن تُحقِّق السلمين الاقتصادى وبالتالى الاجتماعى لأى جماعةٍ كانت ومهما كانت، فطبيعة الإنسان واحدة لا تتغيَّر، والقاعدة العامَّة لا تحتاج إلى ذكاءٍ خارقٍ للتعرُّف عليها، فببساطة شديدة تحسُّن الأوضاع الاقتصاديَّة لشعبٍ من الشعوب يحمل معه تحسُّناً فى الأوضاع الأمنية فى المنطقة التى يقيم هذا الشعب فيها.
أعلم البشر هو آدم عليه السلام الذى علّمه الله عزَّ وجلّ كلّ شى أراد تعليمهُ إيّاه، وكانَ بهذا العلم الإلهى أعظم الناس علماً، وما زالت البشريّة تتعلّم من بعض ما أفضى الله على أبينا آدم عليه السلام، والعلم هو بمثابة النّور الذى بهِ نُبصرُ الأشياء، والجهل هو الظلامُ الدامس الذى يتخبّط فيه الجاهل يمنةً ويسرة، ومن هنا تتضح لنا أهميّة العلم فى حياتنا.
أهميّة العلم فى حياتنا
للعلم فوائد عظيمة على المستوى الفردى والجماعى، نذكر منها ما يلى:
العلم يُوسِّع مدارك الإنسان وآفاقه؛ فالمتعلِّم ليس كالجاهل، وليس شرطاً حتَّى يكون الإنسان متعلِّماً ومُثقَّفاً أن يدخل الجامعات ويكمل دراسته العليا؛ فالعديد من المشاهير وممَّن أسهموا فى إحداث فارقٍ كبير لم يكونوا من روَّاد الجامعات؛ بل حتى إنَّ بعضهم تسرَّب من المدرسة منذ الصغر، إلَّا أنَّهم اشتغلوا على أنفسهم وأكثروا من القراءة والتعلُّم الذاتي، فكان إبداعهم أكثر بكثير من ملايين المتخصّصين والمتعلِّمين فى الجامعات والأماكن التعليميَّة.
العلم هو الدافع الأوّل والرئيس لتحسين الأوضاع الصحيَّة؛ فعن طريق العلم يتمُّ اكتشاف الأدوية الناجحة للأمراض المستعصية، ممَّا سيعمل بالضرورة على إطالة عمر الإنسان.
العلم هو الشيء الوحيد القادر على حلِّ المشاكل الاجتماعيَّة التى تواجه البشريَّة؛ فالعلم هو الذى يُمكن من خلاله أن يتمَّ التوصُّل إلى العلاجات لكافَّة المشاكل الاجتماعيَّة التى تواجه الأفراد فى أى مكانٍ كانوا.
تسهُلُ حياة النَّاس عن طريق العلم؛ فالإنسان بالعلم يكون قادراً على أن يخترع مخترعاتٍ تكون قادرة على أن تحلَّ محلَّه فى الأعمال والمهمات الصعبة التى تحتاج منه إلى مجهودات جبَّارة للقيام بها.
العلم يزيد من صادرات الدولة؛ فالدولة الأكثر علماً هى الأكثر إنتاجاً، وكُلَّما ازداد الإنتاج ازدادت سيطرة الدولة على السوق.
يعتبر العلم واحداً من أهمِّ الأمور التى تساعد على تحسين قدرات الأفراد الاقتصادية، وذلك عن طريق تطوير قدرتهم على الابتكار ومن ثمّ المنافسة.
تزداد معرفة الإنسان عن طريق العلم، وكُلَّما ازدادت معرفة الإنسان ازدادت سعادته؛ فالإنسان كائن فضولى بطبعه، لا يرتاح إلّا إن علم ما الذى أُخفى عنه.
العلم هو حِصن ومناعة الأجيال وبالتالى ضمان عدم انجرارهم خلف الأكاذيب والخزعبلات، وهوَ الذى يبنى جيلاً واثقاً فاعلاً ذو قوّة علميّة.
التطوّر التكنولوجى عبر الفترة الأخيرة من القرن العشرين والقرن الحادى والعشرين أثبت أنَّ العلم ساهمَ بنهوض أنظمة جديدة أكثر فاعليّة وساهم فى تغيير الحياة نحو الأفضل وبالتالى تحقيق الأهداف المرجوّة.
خدمة الصالح العامّ وتسهيل الإجراءات عمّا كانت عليه فى السابق، إذ أنَّ العلم بما أعطانا من التطبيقات الحديثة سهّل التواصل بين الناس وجعل الأمور التى كانت فى السابق صعبة التحقيق ممكنةً ومُتاحةً بين الناس.
العلم فى النواحى الطبيّة والبيولوجيّة ساهَم بشكلٍ كبير فى الحدّ من الأمراض والقضاء عليها من خلال العلوم الطبيّة الخاصّة بعلم الأمراض والوقاية منها، وكذلك عِلم الأدوية من حيث معرفة الأسباب الشافيّة وطُرق استخلاصها، وكذلك من حيث تطوّر الأجهزة التقنيّة الحديثة الداعمة للطاقم الطبيّ، ولا نُبالغ إن قُلنا بأنَّ التطوّر العلمى الطبى قد تسارع بشكل ملحوظ فى الفترات الأخيرة وهوَ الذى خدمَ البشريّة فى كافّة المناحى الطبيّة.
العلم الشرعى هوَ العلم الواجب على كلّ مُسلم ومُسلمة، وأهميّته تكمن فى معرفة الواجبات التى أرادها الله منّا، وبمعرفة فرائض الله علينا وأوامره ونواهيه، لنكون بذلك العلم قد أنجينا أنفسنا من عذاب الله فى الآخرة، ومن الضرر الذى يلحق بنا نتيجة لعملنا بما يضرّنا؛ لأنَّ الله عزَّ وجلّ لم يفرض علينا أمراً فيه ضرر لنا والخير كُلّ الخير فيما أمرنا به.