الثانوية العامة لأغلبية الأهالي هي بمثابة التحديد المصيري لهم، وبداية مرحلة جديدة لأولادهم، والمصير متوقف على درجات وتنسيق، لكن هل الهدف هو التنسيق والكليات أم نريد التعليم؟.
بالطبع نفرح وننحاز للمتميزين بأعلى الدرجات ودراستهم لأشهر التخصصات، وماذا نفعل لمن دونهم!، بطبيعة الحال نقيم لهم مثل ما يقام للمتميزين بأعلى الدرجات لأنهم أيضا مميزون، الطلاب ليس لديهم دخل في الفجوة والتفكير المترسخ عند الأهالي فيما يخص الدرجات والتنسيق منذ سنيين، كل ما يحتاجون إليه هو الدعم وتكملة طريق العلم والتعليم دون النظر لمسميات الكليات ودرجات التنسيق.
هناك فجوة بين تفكير الأهالي وتفكير الدولة، الدولة تعمل في إنتاج أجيال تواكب التطورات الحديثة ومعاصرة التقدم التكنولوجي السريع، والأهالي تنظر إلى المجموع والتنسيق وجملة " شد حيلك يا بني وأدخل كلية وتبقى خريج قد الدنيا"، أو جملة "أنا عاوز ابني يكون خريج أي كلية" جمل متكررة في أغلب البيوت المصرية في ظل الظروف الحالية، في مضمونها سطحية وتجريد من الخبرة وانعدم متعة التعلم وترصد ما يحدث بعد التخرج من البطالة والالتحاق بأي وظيفة تسد المتطلبات اليومية.
تعمل الدولة بجميع مؤسستها التعلمية منذ عشر سنوات على إحلال الفجوة المنحصرة في تحقيق الدرجات العالية لأولادنا أو المجموع الذي يوفر الالتحاق بالكلية، للتغير إلى "متعلم مواكب العالم" من خلال استراتيجيات واتجاهات جديدة تطبق على أرض الواقع من أول خطوة في رياض الأطفال وجميع المراحل الدراسية، نعرف من خلالها أن التعليم يستمر طويلا ولا يذهب بعيدا، ولكن يحتاج إلى صبر الأهالي ومواكبة تفكير الدولة .
أيضا جهود الدولة المبذولة في مجانية التعليم وإتاحة وسائل المعرفة المختلفة ومبادرات تعليمية مفتوحة لكل الطلاب مثل ما حدث في مراجعات الثانوية العامة على مستوى الجمهورية من قبل وزارة التضامن بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم تجعل من الظلام نور.
هنا نوجه سؤالا إلى أهالي الطلاب، هل مازلنا ننظر إلى الدرجات و التنسيق بالنظرة السابقة دون خوض مهارات التعلم والاستكشاف؟، أم نريد التعليم؟ ..أعتقد أن إجابة السؤال بصراحة حتما سوف ترسم لأولادك الطريق وتجعلهم يعبرون العالم بالعلم والإتقان، ويغزوا العقول نور ومعارف وتكتمل الرسالة بتحقيق النجاح للذات والوطن.