سوزان بدوى تكتب: الحل الأمثل لمشكلة الدولار

تناولت العديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية إلى جانب الكثير من المقالات والآراء الصحفية مشكلة الجنيه والدولار، وتم عرض الحلول والمقترحات المختلفة لحل هذه الأزمة، ولكن ما لم يتطرق إليه الإعلام -عدا برنامج على هوى مصر للإعلامى خالد صلاح-فى مشكلة انخفاض سعر الجنيه المصرى فى مقابل الدولار هو أن الحل الأمثل لهذه المشكلة يتم بالفعل على أرض الواقع وبجهد مخلص من أبناء هذا البلد القائمين على العمل وبذل العرق فى إنجاز المشروعات التنموية التى تتم فى كل ربوع مصر، هذا هو الحل الحق الذى سيعبر بنا إلى آفاق اقتصادية ترتفع بقيمة الجنيه المصرى وتحفظ له قدره فى مواجهة العملات الأخرى .

فالتنمية التى تتم فى قطاع الكهرباء على سبيل المثال ستتيح المجال لاستثمارات ومشروعات متعددة تجلب إلينا الدولار وغيره من العملات إلى جانب ما سيتم تصديره من هذه الطاقة مقابل العملة الصعبة، وهو نفس الدور الذى تلعبه التنمية فى مجال الطرق والتى تهيئ المناخ المناسب للاستثمار إلى جانب قناة السويس وما يحيطها من مناطق لوجستية يجرى العمل فيها على قدمٍ وساق، والكثير من المشروعات التنموية دونما حصر ستسهم لا محالة فى حل مشكلة الجنيه المصرى ليقهر الدولار وغيره من العملات .

هذا إلى جانب ما يتم من عمليات الكشف والتنقيب عن البترول والغاز الطبيعى والتى سيكون لها أعظم الأثر فى جلب الدولار وارتفاع قيمة الجنيه المصرى .

هذه هى الحلول المستديمة التى تبنى اقتصاد الدول وهو الاختيار الأصعب البعيد عن المسكنات المؤقتة التى قد نلجأ إليها لتخفيف الأعباء والسيطرة على الارتفاع المفتعل فى الكثير من أسعار السلع بما يثقل كاهل المواطنين دون رحمةٍ من تجار الانتهازية الذين يتحينون الفرص لمضاعفة أرباحهم بحجة ارتفاع سعر الدولار حتى وإن لم يؤثر ارتفاعه على مالديهم من مخزون سلعى، ولكنه الجشع وفساد الأنفس الذى يزيد من أزماتنا ويجعلها أكثر تعقيداً .

مع عدم إغفال ما تقوم به الدولة بالفعل من تجنيب محدودى الدخل حدا ارتفاع الأسعار بتوفير مختلف السلع بالمجمعات والمنافذ الاستهلاكية لوزارتى التموين والزراعة ، والقوات المسلحة ، إلى جانب سلع البطاقة التموينية ومنظومة الخبز التى تكفل لهم الحصول على احتياجاتهم دون مقابل مما يجنب الفقراء تأثير انخفاض سعر الجنيه مقابل العملات الأخرى وهو أمر فى غاية الأهمية .

فلننتج ولنبنى ولنعمر حتى نعبر عنق الزجاجة ، هذا التعبير الذى ساءت سمعته حيث ردد فى الكثير من أزماتنا ولكنه هذه المرة هو التعبير الأمثل لما يبذل من جهود تنموية ستعبر بنا عنق الزجاجة إلى بحبوحة رغد العيش بالعلم والعمل والعزيمة والإرادة التى تقهر أي مؤامرات من أعداء الوطن لإغراقنا فى الأزمات الاقتصادية بالتلاعبات المفتعلة أو حتى بالإرهاب الذى يؤثر على السياحة والتى تعد من أهم مصادر الدخل القومى فى مصر، ما يتطلب بذل المزيد من الجهد الترويجى فى القطاع السياحى حيث وهب الله مصر العديد من مقومات الازدهار السياحى التى ما إن تطل بإبداعها على العالم من خلال حملات دعائية مركزة ستؤتى ثمارها وستعود السياحة بالجهد المخلص.

فانزعوا من أنفسكم نغمات الإحباط ونحوها جانباً وانظروا إلى المستقبل بعين الأمل التى يوقظها دأب العمل.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;