منذ اندلاع ثروات الربيع العربى وانقشاع الظلم والاستبداد وشروق شمس يوم جديد، صارت الشعوب لا تعرف سوى السياسة وتسييس الأمور الكل أصبح محللا وخبيرا استراتيجيا، وكأنه الشىء الوحيد الذى جنته تلك الثورات، متناسين أن السياسة علم له أصول وقواعد وتاريخ، ولكن تلك ليست الإشكالية فلكل إنسان حق التعبير عن رأيه، بجانب أن ذلك ناتج عن كبت لسنوات من الصمت القهرى، ولكن المشكلة هى عدم سماع الآخر بل وعدم تقبل أى رأى، حيث بات رأيه هو الصواب وأى شخص يخالفه الرأى على خطأ.
انقسمنا ! ليس معارض ومؤيد فتلك هى طبيعة الحياة السياسية ولكن فى الأخير تعلو المصلحة العامة، بل أصبح اختلافنا عداء دون وعى أو فكر، أصبحنا نتحرك كالدمية فى أيدى أعداء الوطن الذين يريدون لنا الفرقة والتشرذم كما قيل "فرق تسُد" لينعكس كل ذلك عن القضية الأساسية والتى أهملناها "التنمية الاقتصادية"، حيث إنهم لا يريدون لنا أى تقدم أو رقى حتى نظل دول عالم ثالث تحت الوصاية ليس لنا رأى ولا فكر ولا كلمة بل أداة لتنفيذ الأوامر.
إن المتأمل فى أوضاع جميع بلدان الربيع العربى يرى الحالة الاقتصادية باتت فى حالة تردٍّ فى الأوضاع المعيشية وازدادت سوءا، فبنظرة بسيطة على وطننا الحبيب مصر، ترانا نغوص فى أزمة تلو الأخرى بلا حل أو الوصول إلى نتيجة لتتأجج المشكلة الاقتصادية يوما بعد يوم.
آن الأوان أن نقضى على تلك الفرقة التى قطعت وصال الحوار بيننا وننظر إلى مصلحة الوطن، ونسعى بجد لحل مشاكلنا الاقتصادية وننحى أى خلافات سياسية فالوطن أمانة.. الوطن أمانة فى أعناق الجميع الصغير قبل الكبير، بتشجيع البحث والفكر والعمل الجاد لنسترد مكاننا الحقيقى وسط الشعوب.