لأول مره أتشرف بلقاء أحدهم، أى أحد ممثلى الملحق العمالى فى قنصلية جدة قبل عدة سنوات عندما طلب منى أحد الزملاء المنتهى هوياتهم السؤال عن كيفية إنهاء موقفه وكيفية عودته للوطن لأمر طارئ وهو مرض والدته، فاضطررت وقتها للسؤال لإفادة ذلك الزميل، فطوال فترة إقامتى الطويلة لم أتعامل أو افكر بالتعامل مع موظفى قنصلية جده إلا لأمور مدنيه بحته ومحدودة كاستخراج شهادات ميلاد اولادى أو تجديد جوازات السفر ،او غيره من تعاملات بسيطة، أيضا منذ سنوات وأيام كانت الاحوال قد استتبت للإخوان قالت لى زوجتى ان جيراننا المصريين مدعوون على حفل بالقنصلية وسألتنى يومها لماذا يدعون هم وأسرة فلان وأسرة علان ولا ندعى نحن معهم !؟ حقيقةً لم أهتم لا بحفلات القنصليه فى عهد الاخوان ولا بأى تجمعات قنصليه، والواقع ربما كان عهد الاخوان حافلاً بحفلات الإخوان القنصلية لا بأس فقد ولى ذلك العهد واستتب الأمر وذهب الإخوان لغير رجعة والحمد لله، القصد اى كانت امورى الشخصيه والوظيفية على ما يرام أو حتى متبرجله لم أحوج نفسى للقنصلية ولا اجراءاتها ولا لموظفيها الا للشديد القوى وعلى قدر الحاجه كما يقولون، ومؤخراً تبدلت الاحوال العمليه والوظيفية وساءت كثيرا ،وأرى على شاشات التلفزه، والفضائيات بين الحين والآخر فخامة وزيرة الهجره، وسعادة وزير القوى العامله ولابد من دعم المصريين المغتربين، وكرامة المصريين فوق الاعتبار..و..الخ من عبارات وكلمات طيبة قلت لنفسى لماذا لا ترسل لفخامة الوزراء للمساندة !؟ يارجل هم الاقدر على حل كل المعضلات؟ هونُ عليك يا هذا.! ففخامتهم متابعون ومتفانون ومهتمون.! وبالفعل رحتُ على مواقع الوزراء الاليكترونية ونسختُ إيميلات فخامتهم، وسطرت الرساله، ولم أصدق نفسى عندما أتانى رد فخامة وزارة الهجره بعد عدة ايام انه تم تحويل الموضوع لجهة الاختصاص وعليكم التنسيق مع الملحق العمالى بجدة و"بست رجاردز"، "منيسترتى اوف اميجريشن" هكذا خُتمتْ الرسالة والرد البسيط بالانجليزية الانيقه الرقيقة قال أحد الزملاء أنهم لايعملون شيء ولكن اذهب إليه ولعل عيسى يبذل معك قصارى جهده، رُحتُ على القنصليه فى غير موعد وكان سعادة الملحق العمالى مشغولا بمكالمه هاتفية، وجلستُ فى ممر الانتظار وسألنى بمجرد رؤيته لى منتظرا.
- أنت فى عندك مشكلة؟
نهضتٌ سريعاً للسلام على سعادته، وسلمتُ عليه مهنئاً إياه برمضان المبارك، ورحتُ خلفه المكتب، وبمجرد جلوسى أمامه قلتُ وأنا أفتشُ فى أوراقى لأخرج ورقة مطبوعة بها رد معالى الوزارة
- ارسلُت لمعالى الوزراء وجاءنى الرد.....و... !
فقال مقاطعاً غاضباً شاخطاً – ممكن تسيب اللى فى ايدك وتكلمنى !
ومخضوضاً مرتعباً منتبهاً تركتٌ ما فى يدى وبدأت اسرد له موضوعى بهدوء.وقال بعد سمع مختصر القصه
- موضوعك انك مخطيء أنك تشتكى أصلا وستطلب من شركتك أو كفيلك تروح نهائى ! ووقتها كفيلك سيطالبك بدفع اربعون الف ريال !!، والواقع تكرر فى حوارى معه نفس الكلام، وأشعرنى جناب الملحق العمالى أنى قد ارتكبتُ جٌرما غير مغتفر، وانه أحرص على مصلحة الكفيل وعلى وشعوره،، اشعرنى أنه ربما هو نفسه الكفيل !!
وسألتُ سعادته: انتم ممثلين للدوله لا تفعلون شيئاً من حمايه أو غيره !
- قال ليس لنا أى سلطه عليه ! وأضاف ولكن يمكن اتدخل بصفه ودية واتصل بهم ودياً.! والواقع فضلتً التوفير على سعادة ملحقنا العمالى بقنصلية جده اى اتصال وديا أو رسمياً واى تدخل واى واى.. ونأسف لإزعاج سيادته وبارك الله فى قنصلياتنا وملاحقنا وسفاراتنا ووزراءنا المغتربين، أما المغتربين حول العالم لهم الله ونعم والنصير.!