بثينة صالح سيدة مكلومة تبلغ من العمر 50 عاما، توفى زوجها منذ 13 عاما، بعد أن أصيب بمرض سرطان الدم وترك لها 6 أبناء، أصغرهم لم يتجاوز الـ3 سنوات لتصارع الحياة بمفردها دون ظهر أو سند، وضاق بها الحال حتى فكرت فى الانتحار أكثر من مرة، وكان المانع الوحيد هم أولادها، وحتى بيع كليتها لم يمكنها من استكمال الحياة بشكل طبيعى.
السيدة العجوز بفعل الزمن تروى قصتها لـ"اليو السابع" قائلة": أصيب زوجى بمرض سرطان الدم، وصرفت كل ما أملك على علاجه حتى الشقة التى كنا نعيش فيها أنا وأولادى قمت ببيعها من أجل علاج زوجى، ولكن كانت قدرة الله فوق كل شىء، وتوفى زوجى وترك لى 6 أبناء دون مأوى.
وأضافت بثينة صالح: اضطررت للبحث عن عمل حتى استطيع توفير قوت أطفالى، وتعلمت الأعمال اليدوية والتطريز وصنع العبايات الشرقية، وتحملت ما لا يتحملة أحد، ثم قمت بفتح مشغل تطريز ملابس صغير بالمنزل، وكانت يمثل لى مصدر دخل جيد، استطعت من خلاله العيش أنا وأولادى، واستطعت أن أزوج بنتين من أولادى.
وتابعت: ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فى هذه الفترة كان يتعامل معنا أحد التجار، وكنت أتعامل معه بثقة لمدة استمرت ثلاث سنوات، وكان يشترى منى البضاعة بطريقة "الآجل"، فيدفع مقدم ثم يدفع باقى ثمن البضاعة عند بيعه البضاعة"، مشيرة إلى أنه فى أحد المرات قام بشراء كل بضاعتها والبضاعة الخاصة بالسيدات اللاتى كانت تستعين بمنتجاتهن داخل المشغل، ووصل سعرها إلى أكثر من 152 ألف جنيه ولم يعد مرة أخرى.
وأوضحت أنها أصيبت بصدمة كبيرة ولم تعرف له عنوانا، وتراكمت عليها الديون، مضيفة "وجدت نفسى فى دائرة صعب الخروج منها، ديون متراكمة أصحابها يصرون عليها باستمرار، أولادى يموتون جوعا أمام أعينى وأنا عاجزة عن شراء ما يحتاجونه، اضطررت لبيع عفش شقتى بتراب الفلوس من أجل سداد جزء من الديون وتلبية احتياجات أبنائى.
وأضافت "بثينة" أنها بعد أن ضاقت بها السبل نصحها أحد معارفها ببيع "كليتها" باحد المستشفيات، وتابعت "ذهبت للمستشفى عرضوا على مبلغ 20 ألف جنيه، وافقت ولكن طلبت منهم 1000 جنيه فقط لدفع إيجار الشقة التى أعيش بها قبل أن يطردنى صاحب المنزل، المستشفى أعطتنى 3 آلاف جنيه، وبعد إجراء العملية أعطت لأبنائى 11 ألف فقط".
وأكملت: "كنت أظن أنه بعد العملية سأعود للعمل مرة أخرى بكامل قوتى، ولكن فوجئت أننى لا أستطيع الوقوف على رجلى ثلاث دقائق، وعشت بمعاش قليل جدا، وأخذت أطرك كل الأبواب لكن دون فائدة، وانتقلت من منزل لمنزل بالإيجار، حيث لم أستطع دفع الإيجار وسط ملاحقات الدائنين، التى بلغت 57 ألفا وسط إصابتى بالعديد من الأمراض.
وأكملت أنها فى ظل هذه الأحوال لم تقدر على إكمال تعليم أولادها، فاضطروا للخروج من المدرسة، وابنى الصغير كان متوفق جدا فى الدراسة الا أنه لم يستطع أن يكمل، فانهار من البكاء بسبب عدم ذهابه إلى امتحانات الإعدادية.
وأوضحت أنها لديها شاب عنده 20 عاما لم يستطع العمل بسبب عيب خلقى فى الوجه، فكلما ذهب للعمل رفضه أصحابه، إلى جانب ابنتها المعرضة للطلاق بعد أن "كتب" كتابها بسبب عدم استطاعتها استكمال جهازها لإتمام الزواج، وهو ما جعل البنت تطلب من زوجها أن يطلقها خشية الفضائح.
وناشدت السيدة العجوز الحكومة قائلة" طلبى الوحيد شقة أوضة وصالة أعيش بها أنا وأولادى والرحمة من التهديد المستمر من صاحب العقار بالطرد لعدم قدرتها على دفع الإيجار، ومصدر رزق للإنفاق على أولادى، لافتة إلى أنها طرقت أبواب كل المسئولين ولكن دون جدوى.
بالفيديو.. قصة عمار وأمه وإخوته.. شاب مشلول وسيدة مكلومة وأسرة بلا عائل