يمر عليها يوميا دون أن ينتبه لها ربما بتأثير التعوّد تفقد الأشياء والأماكن أهميتها وتخفت قيمتها ..
توقف فجأة وكأنه يلحظ وجودها لأول مرة، سأل نفسه لماذا لم يتوقف قبل لزيارة الأهل بها؟
ركن سيارته: صعد بضع درجات متهالكة من سلم حجرى قديم لأحد مداخلها المتعددة، قادته قدماه لأماكن كان يعتقد أنه نسيها، حيث يرقد الأهل والأحباب، قرأ على أرواحهم الفاتحة وما تيسّر له من الآيات ..
تذكر السابقين منهم واللاحقين، ذكريات كثيرة تواترت على ذهنه سريعا وهو يقف أمام شواهد القبور، يتذكر كيف كان هؤلاء يملأون السمع والبصر، ويحيون كما لو كانوا لن يموتوا.. سرقة الوقت فتركهم وقد صحبته ذكريات لا تزال تطوف بخياله كلما مر أمام المقابر .