عندما ينتشر الفساد ويكون كالسرطان فى مجتمع دون أن يتم الاعتراف به فهذا كارثة بكل المقاييس، فالفساد يختلف مفهومه من مجتمع لآخر فهناك فساد أخلاقى وفساد اقتصادى وفساد إدارى وغيرها من أنواع الفساد ولكنى أحصر المعنى هنا بالفساد بمجتمعنا المصرى فهنا ينتشر الفساد الإدارى مما جعلنا نلحق به تدنى فسادنا الأخلاقى وأيضا الاقتصادى.
اعترف وبكل صراحة الرئيس عبد الفتاح السيسى بانتشار الفساد بالمحليات واعترافه هنا لهو بمثابة رفع السلاح لمحاربته دون خجل من الاعتراف به وتمسكه بضرورة مشاركه الشباب فى الفترة القادمة ليكون ذلك الدواء لمعالجه الداء المنتشر من عقول مترهلة تتمسك بالسلطة لإفساد ما تبقى من مجتمع يسعى للنهوض.
أجد كثيرا من العقول المتفتحة التى سمح لها الرئيس بالعمل على هذه الملفات وكانت تحركاتهم ملحوظة للجميع من نشر ثقافة الفهم والسعى الدءوب لغرس مفهوم مشاركة الشباب فى المحليات وأجد فى ذلك كلا من الدكتور عبد الله المغازى والدكتور هشام فهمى خلال الفترة التى عملا فيها كمستشارين لرئيس الوزراء عن قرب منهما وملاحظتى لتحركاتهم كانت الفرصة كبيرة لو استمروا فى مكانهم ملفات عديدة كانت أمامهم ولكن استمرارهم أقلق الكثيرين وأزعجهم وكأنهم يخالفون توجهات الرئيس ورغبته لإتاحة الفرصة لمثلهم ايضا من الشباب فهذا يترجم لنا ان هناك بعدا اخر يريد ان يستمر دون تغيير.
وعندما نسعى ويسعى الكثيرون لتغير مفهوم العمل بالمؤسسات بما يتفق مع سياسة النهوض وتمركز العمل الجاد سواء بالمحليات أو اى مؤسسه اخرى سواء كانت خدمية أو ربحية أو اجتماعية تجد من يقف لا ليساعد ولكن ليهدم، يهدم النجاح يهدم العزيمة يهدم التطور يهدم النهوض ليحل محلهم أصحاب الولاء ليغرس بذلك سلطة القرار وعدم الزعزعة لمكانهم بالمستقبل.
أقول لهؤلاء جميعا فإنكم مستخدمون فى الأرض وستستخدمكم تلك الايام التى تمضى وتنتهى، ولا يبقى لكم سوى ما اوجدتموه من فساد ليتحمل وزركم من يأتى خلفكم، ولذلك لا نستسلم لتلك الافات فإننا سنقود أمة إلى الأفضل بإذن الله، فأننا سننهض رغم وجودكم ووجود فكركم لا لأجل الانتقام منكم ولكن لأجل وطن يحتاج للبقاء.
اتركوا المستقبل يحدده هؤلاء الشباب لا تحاربوهم فهم عماد هذا الكيان لا تحبطوهم بعدائكم لا تزرعوا الفشل واستغلال النفوذ لتدميرهم، لا تفصلوا الاماكن لأصحاب الولاء لكم، ولكن اخلقوها لأصحاب الكفاءة وهم كثيرون، اتركوا لهم الفرصة ولن يضركم نجاحهم، فأن نجاحهم هو نجاح لكيانكم وكيان وطنكم.