هناك مواقف وظروف وأحداث وأشياء لا دخل لك فيها ولكنها أشد قسوة عليك عندما لا يحالفك التوفيق والنجاح فيها، بل إنها أتت على غير ما تتوقع فكانت بمثابة الصدمة، مما يتملكك شعورا بالاكتئاب والضجر بل قد تنعزل عن الآخرين بسبب تلك المواقف المفاجئة مما تظهرك على غير حقيقتك.
فقد تخفق فى اختبار أو ارتباط ما، أو فى إثبات حقوق، أو تصحيح مفاهيم خاطئة عنك كانت سببا فى غربة داخلية لك لكون من حولك لم يدركوا نواياك الحسنة مما أدت بك إلى متاهة القلق والحيرة.
يقول مالكوم إكس: "ليس هناك أفضل من الشدائد.. فإن كل هزيمة، كل حسرة، كل خسارة، تحتوى على بذورها الخاصة، دروسها الخاصة فى كيفية تحسين أدائك المرة القادمة".
لا تفكر بهذه الطريقة حتى لا تكون رهينة هواجسك ومخاوفك فقد عملت ما فى وسعك بصدق وإخلاص ولم يكن هناك أفضل مما كان ينبغى أن تقوم به، ومع ذلك لم توفق مع أن هدفك كان إسعاد نفسك أو من حولك، ولكن جاءت التوقعات على غير هواك، لا تتوقف كثيرا أمام تلك الأحداث وتنسى أحلامك وطموحاتك وأهدافك ويتملكك اليأس بأنك لم تعد قادرا على الاستمرار والتواصل مع الآخرين ولم يعد لديك القدرة على فعل أى شىء بل قد تعيش فى حالة من التعاسة واتخاذ مواقف معادية لمن أساءوا فهمك.
يقول واسينى الأعرج: "أنا مقتنع كلياً بأن هناك لحظات فى الحياة نراها بطريقة سيئة أو لا نراها أبداً بسبب سرعتها فى المرور، وهذه اللحظات هى التى تحدد مصيرنا فى نهاية مسيرتنا".
تعمق جيدا فيما حدث وانظر إلى النواحى الايجابية لتدرك أن الله جنبك شرور كثيرة وجعل صوب عينيك أمور وأشياء لم تكن تراها إذا لم يحدث لك ما حدث، فأمرك كله خير ولكن يتوقف ذلك على نظرتك الايجابية للأشياء ولو تمعنت بعمق لوجدت أن هناك أمورا عديدة كانت غائبة عنك يجب تصحيحها وإعادة النظر فى آرائك وأفكارك وتصرفاتك وسلوكياتك، بل يجب أن تدرك أنها كانت تجربة مفيدة اكتسبت منها أصدقاء جددا ورحل عن عالمك الكاذبون والمنافقون وأصحاب المصالح.
يقول صمويل جونسون: "الشدائد تدفعنا للتمعن فى حالنا، ولذلك فهى مفيدة جداً لنا".
إن ما يحدث لنا لهو خير لنكتشف الواقع المر بكل ما فيه، وجمال روحك وإيمانك وثباتك فى وقت الشدائد هو ما يحدد ملامح شخصيتك بقوة وعزة.