طبعا هذا العنوان لا علاقة له بفيلم الفنان عادل إمام "التجربة الدينماركية" ولكن له علاقة بتقرير شاهدته من فترة قريبة على إحدى القنوات التليفزيونية عن انتعاش السياحة التونسية فى الفترة الماضية.. ذلك التقرير جعلنى أسأل نفسى أليست تونس مرت تقريباً بظروف مثل ظروفنا من ثورة وإرهاب وانتخابات واغتيالات لعلنا لا ننسى اغتيال شكرى بلعيد.. فما الذى جعل السياحة تنتعش لديهم.. وجاء جواب سؤالى فى التقرير نفسه فقد قال أحد صناع السياحة هناك إنهم استغلوا ما حدث فى تركيا وقاموا بالترويج للسياحة فى تونس فى عدة دول ومنها روسيا النصيب الأكبر لتونس من عدد السائحين.. فى هذا الوقت تماماً وجدت على مواقع التواصل الاجتماعى حملة شرسة على السياحة الداخلية وعناوين مفزعة عن أن المصريين الذين يذهبون إلى شرم الشيخ والغردقة قد جعلوها متسخة وملآنة بالقمامة و"الناس البيئة" وطبعا أنتم تعلمون قوة السوشيال ميديا وتأثيرها ولم تخلو عناوينهم من صور لمن يسبحون بملابس غير ملابس السباحة مدعمين الصور بما لذ وطاب من كلمات السخرية.. وبعد ذلك تريدون انتعاش السياحة فى مصر.. لقد ساهمنا بشكل أو بآخر فى انهيار السياحة فى مصر.. فلم نسمع عن حملات ترويجية للسياحة هنا ولا الشعب تعامل بطريقة حكيمة.. فأنا كسائح أريد أن استمتع لا أن أزور مصر كى أجمع القمامة من وراء المصريين كما رأينا فى بعض الصور على مواقع التواصل.. نعم لدينا مشكلة فى توعية المصريين ولكن هل تتم التوعية عن طريق نشر صورهم دون أن يدروا ونسخر منهم هل هذه طريقة حكيمة.. هل هذه طريقة ترويج للسياحة.. هناك بعض الطرق الفردية التى تقوم بها بعض فئات الشباب أو الشركات السياحية ولكنها بالطبع أمام هذه الحملة على السائحين المصريين تضيع سدى.. إن مصر تتمتع فعلا بجو ساحر.. ثلث آثار العالم.. موقع جغرافى كان ولازال مطمع من كثيرين.. فكيف نكون أحد الأسباب فى تدمير هذا البلد الجميل.. ليتنا نتعلم من التجارب الناجحة ونضيف عليها جمال المصريين وحُسن استقبالهم ورُقيهم فى الحديث.. ليس مستحيلاً فالنجاح لابد له من مجهود ومصر تستحق هذا المجهود .