فضلت الكثير من الأسر المصرية قضاء إجازاتها ومصيفها فى مصر على غيرها من البلدان العربية والأجنبية، فاتجهت تجاه شرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالى، لكى تلقى حجراً فى المياه الراكدة وتحرك العجلة المتوقفة منذ سنوات، لكن للأسف يبدو أن ذلك لا يروق للبعض، فبدأت الحرب الشعواء على مصر والمصريين وبدأ النواح والصراخ وإلقاء اللوم على الحكومة التى دعمت السياحة الداخلية، وتم نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعى ساخرة من المصريين وتصرفاتهم التى وصفوها بالمشينة والمسيئة وتدمر السياحة، وكأن السياحة فى أوج عظمتها ناسين أو متناسين أن السياحة شبه متوقفة، حتى أن بعض من يسمونهم خبراء للأسف يصورون السياحة الداخلية بأنها بلا فائدة، فهى لا تعود على البلاد بالدولارات، ولهؤلاء أقول إن السياحة الداخلية لها فوائد عظيمة أولاً إعادة الحياة للمناطق السياحية والفنادق التى كادت أن تغلق أبوابها وتسرح عمالتها، أما من ناحية الدولارات، فإن السائح المصرى إذا سافر للخارج فإنه سيصرف دولارات، أما إذا صيف فى مصر فإنه سيوفر تلك الدولارات التى كانت ستصرف خارجياً .
أما الصور التى نشرت والسخرية من الملبس أو المأكل أو غيره، فهى تسىء إلى ناشريها المتربصين بمصر والمصريين، فلماذا نقبل من الأجنبى والأجنبية العرى الكامل والتصرفات التى لا تليق ببلادنا كممارسة الحب علناً، ووصل الأمر أن ضبطت الشرطة فى إحدى البلاد العربية حالات ممارسة جنس كامل على الشاطئ ! أم هذا ما ترونه تحضراً ويمشى مع الموضة ؟! أما الملابس المحتشمة التى يرى البعض أنها لا تتناسب مع شرم الشيخ وغيرها فإننى أرى أنه لا شىء فيها طالما أنها لا تؤذى أحد !
أما طريقة الأكل ونظام البوفية المفتوح، فقد رأيت فى أرقى الفنادق العالمية ومن أناس يوصفون بأنهم أولاد الأكابر فى بلادهم من يتصرف بطرق غير لائقة ويأخذ أكثر مما يحتاج ويأكل بطريقة غير مقبولة ولم يسخر منه أحد، لأن عندهم كل واحد حر ما لم يضر وكل واحد له مطلق الحرية طالما لا تؤذى الآخر، ومفيش حد له دعوة بالثانى ! أما عندنا فكل واحد ينظر لعيوب الآخر بل ويسخر منها دون أن ينظر لعيوبه والتى قد تكون أكثر وأكبر وأسوأ !
قد يكون سلوك البعض خاصة ممن ليس لديهم الخبرة الكافية فى التعامل مع الفنادق أو المناطق السياحية تصرفا غير متحضر لكن لا بد وأن ندرك أن التوعية مهمة جداً بالمسموح والممنوع خاصة لمن لم يزر تلك المناطق من قبل ! ولنطبق قول الإمام الشافعى" لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلكَ عورات وللناس ألسن، وعيناك أن أبدت إليك معايبا فدعها وقل يا عينُ للناس أعين ".