وقف الطالب أمام لجنة الامتحان وجلا، وتذكر عبارة "فرائصه ترتعد " فسرت فى جسده قشعريرة امتدت من رأسه نزولا حتى أطرافه .
فجأة قال كبير الممتحنين، سوف نطرح عليك أسئلة الامتحان بكل موضوعية وأنت تعلم أننا لا نحمل ضغينة لك أو لغيرك وأننا جميعا كممتحنين نتخذ من الحيادية والنزاهة عنوانا لنا ونبراسا .
كلام كثير قاله أعضاء اللجنة وبخاصة كبيرهم ، عن النزاهة والحيادية ومعايير التفضيل بين الطلاب بحسب الكفاءة والتميّز والقدرة على الابتكار ..
فجأة تذكر أحدهم أمرا ، فلفت نظر الحضور لضرورة التريث والتأنى ، فثمة وعود قطعها البعض لتفضيل خيارات محددة سلفا ، وأنه ينبغى ألاّ نُفرط فى الحديث عن هكذا نزاهة وموضوعية .
رد رئيس الممتحنين ، بحكمة موروثة عن أجداده الفراعنة العظام ، أن ما ذكرناه للطالب ، لا يخلّ بحق اللجنة أبدا فى تفضيل أحدهم مسبقا، فاللجنة ورئيسها لهم رؤية ولهم تصور لا يرقى إليه الشك ولا ينبغى ، فاللجنة بأعضائها ورئيسها منزّهون ولا يجوز القدح فى تصرفاتهم .
أماّ عن الوعد مسبقا لأحدهم دون الباقيين وإيثار اللجنة لطالب دون الآخرين ، فهذا من صميم عمل ووجود اللجنة وهو أمر يرتبط بحسابات وتقديرات لا يعيها العامة ولا يعيب اللجنة ما تفعله ، العيب أن يطعن هؤلاء على قرارها وأن يصموا تصرفاتها بكل قبيح