اللهم صلى وسلم وبارك عليك يا حبيبى يارسول الله عليك الصلاة وأفضل السلام، ونحن نحتفل بمولد خير البرية أعزائى القراء الكرام علينا أن نتعلم ونفهم ونتدبر سيرة حياة المصطفى وليس مجرد التهنئة بمولده فقط علينا أن نسأل أنفسنا أين نحن يا أمة رسول الله ونحن أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه الشريف "أما أحبابى فقوم يأتون من بعدى يؤمنون بى ولا يرونى" فنحن فى منزلة عظيمة عند رسولنا الكريم وبالتالى علينا أن نكون كما قالت أم المؤمنين السيدة عائشة عندما سئلت عن أخلاق النبى قالت "كان خلقة القرآن"، أين نحن من هذه الأخلاق، فالأخلاق هى ممارسة وسلوكيات بين الناس وبعضهم البعض فى توادهم وتراحمهم كما فى حديث رسولنا "مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى لة سائر الجسد بالسهر والحمى".
فربنا عز وجل قال عن رسوله الكريم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وقال الله تعالى أيضا "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا".
فالعمل الصالح والعمل بالقرآن وسنة الحبيب هى الطريق إلى الجنة فنحن ندعو الله فى كل صلاة اللهم اهدنا الصراط المستقيم فالصلاة هى مناجاة العبد لربه، والقرآن الكريم هو كلام الله لعباده المؤمنين ودائما يخاطب الله عباده تارة بالمؤمنين وبأولى الألباب يا أصحاب العقول، وتارة يا أيها الناس خطاب شامل للناس جميعا فى الآية "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" فهذه الآية الكريمة يوضحها رسولنا الكريم فى حديثه "إن الله لا ينظر إلى أموالكم ولا صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"، إنها التقوى فمعنى التقوى التوحيد والإيمان وهى خشية الله تعالى فى السر والعلن هى الإخلاص فى العبادة هى كما قال الإمام على رضى الله عنه هى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل والتقوى هنا كما أشار رسولنا إلى قلبه أصحاب القلوب النقية تجد قلوبهم تقية بحب الله ورسوله.
وعندما تحدث رسولنا عن الإرهاب وما يسمون أنفسهم داعش قال عنهم "سيكون فى أمتى اختلاف وفرقة؛ قوم يحسنونَ القيلَ، ويسيئون الفعلَ، يقرأونَ القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرّميّة، لا يرجعون حتى يرتد على فُوقِهِ؛ هم شر الخلق والخليقةِ، طُوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه فى شىء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم".
وبالتالى علينا جميعا مواجهة هذا الإرهاب الأعمى بالتنوير بفهم معانى القرآن بتدبر بعقول مستنيرة وقلوب مؤمنة بعلماء أمة رجال فى الحق بخطاب دينى مستنير يوضح الحقيقة للناس لا يضلل الناس وينشر الفتن ويأخذ من الدين ستارا.. كفانا متاجرة باسم الدين وبث السموم فى عقول شباب هذه الأمة وقتال من يدافعون عن مصر وأنهم كفار أى منطق هذا فهؤلاء حماة الوطن جيش مصر العظيم خير أجناد الأرض.. هذه الأرض التى تجلى الله على أرضها وذكرها فى كتابه الكريم "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" لن تمس بسوء بإذن الله مادام شعبها متماسك بعقيدته ووحدته ضد ما يثار حولهم من قوى شر وإعلام مغرض لا يريد سوى مصلحته فقط بدلا من أن يكون أداة للتنوير ونشر الوعى وتماسك الناس بل يساهم فى زيادة فجوة الخلافات.. لا وقت للخلافات علينا بالبناء والعمل والاتحاد بصبر وعزيمة الرجال فنحن فى حرب حقيقية إذا أردنا النجاة علينا التمسك بديننا وسنة نبينا، بأفعال حقيقية على الأرض ليس بالتشدد والمغالاة ولكن بالرحمة والتسامح وصلة الأرحام والتماسك.. افشوا السلام بينكم تهادوا تحبوا حب الخير والأعمال الصالحة التكافل بين الناس ومساعدة الفقير والمحتاج وإغاثة المحتاج من فرج كربة عن مؤمن فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة.. ربنا يحفظ بلادنا.