أخيرا، كلمة نطق بها لخّصت جميع مشوار حياته، ابتسم لنفسه، وشعر براحة عجيبة، بعد رحلة طويلة مليئة بالمشقة والتعب وكافة أشكال العنت.
نغّص عليه شعور أكثر غرابة بالهدوء والراحة وتقبل الوضع وهو من كان يرفض دائما نقطة النهاية ويسعى للقفز من نقطة لأخرى، لكنه تجاهل هذا الشعور وأسند رأسه للوراء على كرسيه، وقد شعر بتثاقل غريب ورغبة شديدة فى النوم، ثم سرت فى جسده برودة سريعة وغياب تام عن الوعى.
عندما حل المساء، توافدت جموع الأقارب والمعارف على سرادق العزاء، ما بين غير مُصدّق لوفاته أو متعجّبُ لنهاية، الكل كان يدرك أنها آتية لا محالة.