لا شك أن لكل أمة جُهالها ومتخلفوها مهما كانت هذه المجتمعات مليئة بالمثقفين وذوى الخبرات والشهادات العلميه.
فالجهل مصيبة المصائب وآفة الآفات فى المجتمعات فإذا حلَّ الجهل فى أمة من الأمم لا يكون مصيرها إلا الهلاك والبوار لأنها لا تستطيع على شيء وعندما لا تستطيع على شيء فإنها ستكون عرضة دائماً وأبداً لبغى الأعداء.
وضرر الجاهل أشد وأنكى على المجتمع من غيره، وقد قيل: (عداوة العاقل أقل ضرراً من مودة الجاهل).
الجهل لم يعد مقتصرا على عامة الناس أو من لديهم قصور فى الفهم والإدراك أو من يمتلكون قشور سطحية من الأمور فالنخبة مصابة أيضا بداء الجهل.
فالجهل لا يعنى بالضرورة عدم المعرفة بالشيء وإنما يعنى أيضا التعصب والتفرّد والتسلّط وفرض النفوذ على الآخر، فكم من سياسى جاهل وكم من وزير جاهل وكم من مدير جاهل وكم من مشرف فى قمّة الجهل والسّذاجة لأنه لا يفهم الآخر ولا يحكم إلا انطلاقا من رؤيته الخاصة التى تجعله منغلقا على ذاته.
لقد صودرت آلاف الكتب والمجلات، وحذفت آلاف القصائد والمقالات، وحوصرت ألاف الأفكار والمواقف وبرر لهذا الحذف والحصار والمصادرة بتبريرات عديدة ولكنها غير مقنعة لأن مصدرها الجهل والتعصب للرأى الواحد وعدم قبول الرأى المختلف والمعارض والمتناقض.
إن الأحادية فى التفكير تؤدّى إلى الجمود الفكرى والجمود الفكرى هو مظهر من مظاهر الجهل بل من أقوى مظاهره.