أُمَّاه لا تدمعى
فالدمع يعصفُ بالفؤادِ
وما نراهُ أمامَنا محضُ الأسى
أماه هيَّا أنشدينى
لحنَ أوتارٍ يؤمل بالصباحِ وعزنا،
هل كان فى يوم لنا كنف الرعاية والحمى؟!
أم هل نَبيتُ كما الفرائس بالعراءِ
ظهورها مكشوفةٌ
كى لا تؤرقَ من يخططُ صيدها؟!
إنى أردد مثل قولةِ والدِى
" أن العروبةَ عزةٌ"
ولأجلها يأتى الربيعُ
وَتُثْمرُ الأشجارُ
والريحانُ يبذرُ عطرَه
قد كان يخبر عن صلاحٍ،
عن بلادِ الروسِ
وابن القاسمِ
خِلتُ العروبةَ كالجبالِ بِبَأسِها
قَالوا العزيمة رمزُهم
وعتادُهم صلةٌ برب العرش يحمى نسلهم
فلم العروبة مزقت ،
وتبعثرت أشلاؤها؟
أماه هلا أخبرينى أين أقصانا التليد وأهله؟
أماه هلا أخبرينى عن عراق بات ينسى بيننا
والشام تهدم ثم يحرق طفلنا
ولم المساجد ليس يعمرها سوى الجثمان وقت جنازةٍ
ويراعنا هجر السماء بأرضنا
فيها القنابلُ تعتلى نيرانها حتى الفَضَا
لَيست تُنيرُ مصيرَنا، لكنها؛
تَجتَثُّ من أملِ الصغيرِ فؤادَهُ
وتزيحُ بَسمتهُ لتزرعَ خِنجَرَا
أَجْسَادنا أَهِى الزَّهيدةُ مَتْجَرا؟
أُمِّى اعذريني
إن مشيتُ مُنَكِّسا للرأسِ دوما
لو علوت بِهَامَتِى
لَرَأَيْتُ ذا القناص
يَحْصد بَسْمَتِى