ستمثل انتخابات المجالس المحلية القادمة أخطر انتخابات فى تاريخ مصر نظرا لتعدد اختصاصات المجلس المحلى وكثرة المشاكل التى تعانى منها المحافظات وذلك بسبب غياب المحليات وبسبب فشل الكثير من المحافظين فى حل مختلف القضايا التى تهم مصالح المواطنين ولانها اول انتخابات للمحليات ستتجرى بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
ومن هنا بات من الضرورى أهمية تضافر الجهود بين مؤسسات المجتمع المدنى والأحزاب للتوعية حول أهم وظائف المجلس المحلى وما الفرق بين عمل البرلمان والمجلس المحلى نظرا للخلط واللبس الذى يقع فيه كثيرون من المواطنون بسبب عدم معرفة الفرق بين اختصاصات المجلسين.
ومن أهم اختصاصات المجلس المحلى القادم وفق المادة 180 من الدستور المصرى متابعة تنفيذ خطط التنمية والرقابة على السلطة التنفيذية داخل المجلس وتوجيه الاستجواب وطلب الإحاطة واقتراح إنشاء مختلف المرافق التى تعود بالنفع العام على الوحدة المحلية بالاضافة إلى الدور الهام للمجالس المحلية فى إقرار مشروعات الخطط والموازنات السنوية ومتابعة تنفيذها وإقرارا مشروعات الحسابات الختامية.
ومن هنا كان لا بد من التدريب الجيد للمرشحين للمجالس المحلية وذلك من خلال الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدنى والعمل على نشر ثقافة المحليات داخل المجتمع المصرى إذا كانت هناك إرادة حقيقية لوجود مجلس محلى قوى يضمن حل مشاكل المواطنين وتنفيذ الخدمات داخل مختلف المصالح بالمحافظات.
وستشهد المجالس المحلية القادمة تمثيلا جيدا للشباب والمراة ومن خلال ربع المقاعد لكليهما بالاضافة إلى تمثيل مناسب للعمال والفلاحين والمسيحيين وذوى الإعاقة.
ومن العوامل التى تعطى أهمية للمجالس المحلية القادمة كثرة المشاكل المتعلقة بالمحافظات وكذلك فشل سياسات معظم المحافظين فى تنفيذ المصالح الخدمية وحل مشاكل المواطنين وإقامة مشروعات تضمن تشغيل الشباب وتوفير فرص عمل للشباب وكذلك الفشل فى إدارة الكثير من الأزمات بمختلف المحافظات.
ولكن رغم أهمية المجلس المحلى القادم إلا أنه من الأهمية أيضا توعية المواطنين بأهمية الاختيار الجيد لأعضاء المجالس المحلية القادمة وذلك لمنع تكرار أخطاء المجالس المحلية قبل الثورة ولمنع خلق مجلس محلى لا يدرك أدنى اختصاصاته ومن أهم معايير الاختيار الجيد البعد عن العصبية والقبلية فى الاختيار حيث إن أكبر مشكلة تواجه الصعيد أو بعض القرى بمصر تحكم العائلات فى اختيار المجلس المحلى وتحرك القبيلة أو القرية فى الاختيار بنظرية ده ابن القرية وابن البلد وفاهم كل حاجة.
وهذا من أكبر الأخطاء فليس من الضرورى أن يكون ابن البلد أو القرية هو الذى يدرك كل مشاكل المنطقة ويكون مؤهلًا للترشح لانتخابات المحليات القادمة بل يجب أن يكون المعيار للترشح للمحليات مدى الخبرة والوعى وقبل كل ذلك الكفائة فى تبنى أفكار بنائه لحل المشكلات التى تعانى منها المحافظات.
ولذلك أقترح أن يتم البدء فى تنفيذ برامج تدريبية للتاهيل للمحليات على كافة المستويات مع الاهتمام بالتوعية عن اختصاصات المجلس المحلى بوسائل الإعلام المختلفة سواء المرئية أو المسموعة مع تبنى تنفيذ تدريبات من خلال معظم الأحزاب.
الأمر الذى سيساهم فى إحداث نقلة لمصر إلى الأمام ويساهم فى تقدم هذا الوطن وإحداث تغيير حقيقى فى المجتمع لأن معظم ما نعانى منه الآن بسبب فساد المحليات وبسبب غياب الرؤية.
فلتجعلوا الوطن أمام أعينكم عند الترشح للمحليات ولتراعوا مصلحة الوطن لأن الانتخابات القادمة هى أخطر انتخابات فى تاريخ مصر وسيحاسبكم الله والشعب المصرى فى حالة عدم الاختيار الجيد.
نريد مجلسًا محليًا قادرًا على حل المشكلات ومسائلة المسئولين ولديه إرادة حقيقية فى تقدم هذا الوطن.