الحديث اليوم عن الحب الذى بنى عليه كلام الله فى كتابه المقدس. والبداية من البداية، فبداية ترقى الانسان فى دينه شرطه الحب "فلا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" ولكنها كلمات يتشدقون بها الناس بعضهم لبعض. فنجد من الناس من يقسم انه يحب الخير للناس كما يحبه لنفسه وننظر إلى حال هذا الانسان وغيره فنجده يكذب كثيرا ونحن نعلم جيدا ان المؤمنون لا يكذبون فاذا اراد اى رجل أو امرأة ذاكرا كان ام ذاكرة، كما قال رب العزة " الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ".
اذا ارادوا ان يحاسبوا انفسهم فليسألوا أنفسهم: هل يكذبون ؟ هل يقولون مالا يفعلون ؟ اذا رأوا ان حياتهم كلها اقوال لا أفعال، فعليهم ان يقفوا مع أنفسهم ويغيروا مسارهم فى سيرهم مع الله ومع رسول الله ومع التابعين وأن يتشبهوا بالصالحين. فالسير مع الصالحين لابد له من الصدق كما قال عز وجل "صدقوا ما عاهدوا الله عليه". اذا الصدق، منجانا من هذه الدنيا. فإننا حينما نمشى فى شوارعنا نجد أناسا رجالا وسيدات يتزينون بزى الاسلام وهم ليسوا أهلا لهذا. اننا نراهم وكأنهم ملكوا الأرض ومن عليها، ينفرون فى خلق الله ويغلظون عليهم بالقول. فينظرون إلى السيدة التى تسير فى الشارع ويقولون لها انت متبرجة وتكاد تصل المناقشات إلى التقاذف بالكلمات، فهل هذا هو السبيل لجذب ابنائنا إلى طريق الله ؟ فهل هؤلاء الذين يهتمون بصورهم هم القدوة ؟ فحينما ينظر اليهم ابنائنا ينفرون، ويؤكدون لنا ان ما يرونه من تنفير وتعسير لا يزيدوهم الا نفورا. ويسترسلون قائلين ان كثير من هؤلاء الناس الذين يتكلمون باسم الدين بكل غلظة لا نسمع منهم غير " كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار". فأين الكلام عن التبشير والتيسير ؟ أين قوله عز وجل " ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك " فالمصطفى صلى الله عليه وسلم، ارسله الله رحمة للعالمين، وقال " من لا يرحم لا يرحم ". فلما لا نرحم أبنائنا وبناتنا ونبشرهم بديننا، دين الرحمة ؟ ولما لا نعلمهم محبة الخير للغير حتى يصبحوا نواة صالحة لهذا الوطن. فنعلمهم ان ديننا له قدسيته، ولا نأخذه سلعة نتاجر به، كما نرى فى طرقاتنا حينما نجد سيدات ترتدى النقاب وتقف لتبيع أشياء ونحن نعلم جيدا ان كثيرات منهن مدعيات، يرتدون هذا الزى لجلب التعاطف ونرى أيضا من يطلق اللحى لكى يتعاطف معهم ناس وحينما نبحث فى أمرهم نجد الكثيرين منهم لا يقوم بكثير مما يجب ان يقوم به فى نفسه. ولا يفقهون فى كثير من الأحيان شيئا عن هذا الدين العظيم، فأصبحوا يتاجرون بهذا الدين. فهم صورة غير مشرفة تعلى من شأن الصورة على الجوهر باسم الدين. فلا بد لكل مسلم ان يأخذ البداية، هل هو يحب الخير للغير؟ أم هو مدعى ويحب السيطرة على الغير باسم الدين ؟.
أصبح البشر يشتكى مر الشكوى، أين الطريق السليم ؟ هل الطريق السليم يوجد على القنوات الفضائية التى تكذب بعضها البعض ؟ فأين السبيل بينهم ؟ فلابد لكل رجل وامرأة ان ينظر إلى الميزان الذى وضعه الله فى داخله ويقيم الوزن بالقسط ولا يخسر الميزان. واذا اراد المعاملة الحسنة من الآخرين فلابد له ان يعاملهم بما يحب ان يعاملونه به. وأن يضع الميزان نصب عينه. وان يكون دوما لسانه رطب بذكر الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يصل بصدقه مع نفسه وصدقه مع الله ان يحب لأخيه ما يحب لنفسه. وهنا يندرج تحت بند الآية العظيمة " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها فأصبحتم بنعمته اخوانا ". وشأنى تأليف القلوب وجمعها وسائل غيرى فى الحقيقة ما فتى.