الساعة تدق العاشرة
وما بين الدوحة والقاهرة
سفر طويل
أدركه قبل الصعود للطائرة
أنا وأنت مسافران
بغير إقلاع
ورحلات يراع
نجوب الدروب
ومرافئ الليل
والحلم والخاطرة
نصعد ونهبط
ونعود ونلتقي
ويبقى الفؤاد معلقاً
ما بين الدوحة والقاهرة
والوقت يمضي
والحقائب مبعثرة
ورفيقة سفري
بلا سفر بلا فارس
تقتلها الهواجس
تعاند نفسها
يقتلها يأسها
سطورها.. غرورها
ضفائرها..
ألوان أظافرها
كل شيء فيها يكابر
والوقت يمضى والرحلة مغادرة
وأحلامى مبتورة
ككل الحقائب مبعثرة
والمقعد يقض مضجعي
ليتك كنت معي
رحماك يا ربي
كيف لذاك الجمال الأثر
امرأة دونكيشوتية الهوي
والمشاعر
عالمها مدن من الأموات والمقابر
لا تخطو لمرفأ الحلم
وإن خطت تحن لمعاركها
بقتال المسافر
فحاذر يا قلبى الحائر
لا تركن أو تطمئن
لمن تدثرت بثوب الدهاء
وحاذر أن تُخدع
أو تُلدغ
بمدادها الثائر..
وعدلها الجائر
دعها تثابر
وبوحشيتها تجاهر
يقتلنى الشوق
ووجع المسافر
أحن للرجوع
تهزمنى الدموع وفيض المشاعر
اشتاق لرؤيتك
لغرورك والمقعد شاغر
أصطحبك معى أقلام ودفاتر
وقوافى لشاعر
أهاتفك.. أعاتبك
لِمَ يا رفيقة الليل والحلم والخاطرة
متى تنزعين ثوب المكابرة
ويجيء الهمس
فى لحظة وعد متكررة
أعدك يا رفيق الحلم
فى رحلة أخرى نكون معاً
وألقى بغروري
من أعلى سلم الطائرة
ترى هل تصدق
أم أنها كانت مناورة ؟