كانت الشعوب العربية تعيش قبل الإسلام فى جاهلية مظلمة، حيث كان سائدا فيها الربا وبيع الرقيق ووأد البنات والحروب والغزوات والثارات، القوى فيها يأكل الضعيف وتسودها عبادة القبور والأوثان، لكنها كانت على الرغم من ذلك كله تحترم الأشهر الحرم ولا تقاتل فيها بل حتى إن وقعت الحروب قبلها واستمرت إلى الأشهر الحرم، فإنها توقفها احتراما لها.
أما اليوم فى عصر الحضارة والتقدم العلمى والرقى الإنسانى كما يقال، نجد خلاف ذلك كله، فالربا منتشر بشكل أو بآخر وبيع الرقيق تبدل من بيع شخص واحد إلى بيع شعوب بأكملها والقتل الذى كان محصورا بوأد البنات تحول إلى قتل الآلاف من الأطفال والنساء والرجال، أما الحروب فيما بينها فما زالت مستمرة، وعبادة القبور والأوثان تحولت إلى عبادة السلطة والمال، ناهيك عن أن الحروب مستمرة فى كل الأوقات والأماكن ولا تحترم فيها الأشهر الحرم، بل يزداد القتال فيها حدة وشراسة، ويتنافس الفريقان أيهما يحدث ضررا أكبر وخسارة أعظم بالطرف المقابل ليحتفى بالعيد بهذا الانتصار كما يظن ويزعم ذلك الجاهل الغبى الظالم، وكما هو معلوم أن الله تعالى حرم القتال فى الأشهر الحرم حتى ضد المشركين، وأمر المسلمين أن لا يقاتلوا فيها إلا من بدأهم بالقتال قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام) المائدة الآية2 فإذا حرم الله تعالى أن نبدأ قتال المشركين فى هذه الأشهر الحرم فماذا سيكون الحكم إذا كان القتال بين المسلمين أنفسهم كما هو واقع اليوم؟، لهذا قلت إن جاهليتنا أشد من الجاهلية نفسها .