قديما قالوا إن العفو من شيم الكرام، أى أن العفو من صفات كرماء الناس الذين يجودون بما ملكت أيديهم من اجل إعلاء المثل العليا وقديما قال سلفنا الصالح رضوان الله عليهم" الفرق بين العفو والذل أن العفو إسقاط حقك جودا وكرما وإحسانا مع قدرتك على الانتقام من الخصم فتؤثر الترك رغبة فى الإحسان ومكارم الأخلاق وذلك بخلاف الذل والعياذ بالله فان صاحبه يترك الانتقام عجزا أو خوفا ومهانة نفس، فهذا الشخص مذموم غير محمود ولعل المنتقم بالحق أحسن حالا منه قال الله تعالى وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْى هُمْ يَنتَصِرُونَ } الشورى39 والبغى الظلم فهم ينتقمون ممن ظلمهم بمثل ظلمه فمدحهم الله بقوتهم على الانتصار لنفوسهم فالمؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف.
لقد استمد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم الحكمة والموعظة الحسنة من كتاب الله الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وكتاب الله بين أيدينا الآن فهل لنا أن نتصفح ونتدبر المعانى السامية من كتابه عز وجل أم إننا ننشد المعرفة مما لا يعرفون فنقع فيما لا تحمد عقباه.