"ماينفعش نطلب الحب من حد، ماينفعش نقول لحد والنبى شويه حب ليا ده انا بحبك، ماينفعش نفضل ف حياه حد معتبرنا مجرد مرحلة أو كوبرى يوصل بيه لنفسه متغاضى عن قلبك وألمك وكسرتك، ماينفعش نفضل نقاوح ونقول بكره هيعوضنا، بكره هيحبنا، عشان الحب عامل زى الموت قرار ف اتجاه واحد، مفيش مفاوضات ولا جبران خواطر، يا موجود يا مش موجود، ولما هتحب حد بالطريقه مش هتأذى حد غير نفسك، هتوصلى لمرحله تتعلمى فيها الصمت وقله الكلام ،هيجى عليك وقت وتحسى ان لسانك لزق ف بوقك، هتحاولى تتكلمى مش هتعرفى، هتخسرى نفسك ومهما تحاولى ترجعى زى الاول مش هينفع، متوصليش للمرحلة دى "
هكذا نصحت صديقتى الثالثة التى جاءت تشتكى إلى من خيانات حبيبها.
جلست لأفكر كيف تكون مرحلة الصمت، ما الذى يجعل الانسان يصل اليها !؟ أخيباتنا المتكرره، ام الفقد والجرح الذى يجعل الانسان خائف من تكرار نفس التجربة !؟
قرأت يوما للسيدة أحلام مستغمانى
“أن لا تكون لك قدرة على الغضب، أو رغبة فيه، يعنى أنك غادرت شبابك لا غير. أو أن تلك الحرائق غادرتك خيبةً بعد أخرى، حتى إنك لم تعد تملك الحماس للجدل فى شيء، حتى فى قضايا كانت تبدو لك فى السابق من الأهمية، أو من المثالية، بحيث كنت مستعدًا للموت من أجلها!”
الخذلان الذى نصاب به فى حياتنا سببه كميه من الظروف والحجج التى يخترعها الطرف الاخر ،، يقولها، فتسمعها، فتسامح وتعطى فرصه أخرى يظن انك صدقتها، انت تصدقها ليس لمنطقيه الحجج، إنما بسبب وفره مخزون المحبه لديك نحوهم، الظروف حواجز خلقت لتتخطاها، الحجج التى تخترعها للطرف الاخر تقلل من ثقته فيك " كتر الحجج بتبقى عامله دى الشاكوش الرخم اللى بينزل يدب على أجدعها علاقة"، كثره الحجج تصل الطرف الآخر إلى الصمت، مرحلة اللاعودة" اللى هو انا بحبك اه وبموت فيك، بس مفيش رجوع "
أتذكر تلك الصديقة عندما بدأت تجربه الحب هذه، أتذكر لهفتها، حديثها المتواصل عنه، خوفها عليه، قلقها ألا يكون يوما ملكها، اتذكر لمعان عيونها، ضحكتها الغبية عندما يحادثها
اتذكر اول مشكلة وقعت بينهما، نومها المتواصل، بهتان عيونها وضحكتها، شرودها المستمر
قالت لى يومها " برغم المشاكل اللى بينا بس مبحسش أنى عايشه الا لما يكون موجود، وجوده بيفرق حتى لو مش بتتكلم "
أتذكر لهفتها عندما جاء لمحادثتها بعد أول مشكلة،،
أتذكر كيف تخلت عن حماسها يوم بعد آخر.. خيانة بعد خيانة، مشكله بعد مشكله. أين تلك الفتاه اليوم، أين ضحكتها، أين أحلامها، حماسها، أين تلك الفتاة الثرثارة، اليوم تجيب ع حديثنا "بالعافية"، أين لمعان عيونها عندما يأتى أصدقائنا بسيره هذا الشخص. لماذا هذا الصمت الرهيب.
أرى فتاة أخرى هى التى قالت لى لا أستطيع العيش بدونه، كيف لها اليوم ان تعيش هكذا متخلية عن أحلامها، تعيش بدون هدف.
الآن أدركت فقط معنى الصمت، مرحلة اللاعودة، تلك الخيبات المتكررة هى التى تصل بينا إلى تلك المرحلة، هؤلاء الأشخاص الذين نحبهم يعتقدون اننا ملائكة منزلين من السماء، نسامح ونعطى ولا يهبأون بمشاعرنا وحياتنا.
نعم نحن نسامح ونعطى فرص أخرى ولكن تلك الفرص تأخذ من نصيب ثقتنا فيكم.
الحكمه التى أدركتها من علاقة صديقتى "إن الإنسان عندما يصل إلى مرحلة الصمت. فقد وصل بالفعل إلى مرحلة اللاعودة".