داحس والغبراء
ها قد عدنا من جديد
لنزف الدم
من الوريد إلى الوريد
للحمق وللهراء
ها قد عدنا
وعادت عقاربنا إلى الوراء
لدق طبول الحرب
صبح مساء
ما زلت أذكر وجهك
يوم طالعته أول مرة
كصفحة بيضاء
نقشت مشاعرى
فوق يديك حناء
كنقوش الأنباط على صخر البتراء
كنقوش الفراعين
كزهور الياسمين
ونبع الماء فى جوف الصحراء
كليل بيروتى
فى شارع الحمراء
البارحة عاودنى الحلم
تمنيتك كشهرزاد
فى ليل بغداد
وسامراء
ألقيت سيفى
أغمضت عينى
على مرسى اللقاء
عسانى ألقاك
كوضوح الشمس
كوجه الأمس
حورية عذراء
خجلا ..
مثل النسيم
يغار منك الطل
والظل
والغيم والعراء
وقد كنا هنا معاً
نلهو كطفلين
فى السراء والضراء
لا بحسبانى شهريارً من النبلاء
ولا بحسبانك جارية
قد ذابت الفوارق
تلاشى الكبرياء
تباً لذاك الحلم الكاذب
ليتنى ما أغمضت عينى
فليل ليلى حالك كالسواد
بلا نجوم تزين السماء
ما بال الجارية تتمرد
ما بال الصغيرة تتغير
الثغر غير الثغر
والمرفأ غير المرفأ
ما بال الزمان
يحقر ليلى
وإلى حد الازدراء
أهو الاجتراء ؟
تباً
ليتك ظللت جارية
تُباعُ وتُشتَرَىَ فى سوق
البيع والشراء
خدعتنى جاريتى
بالمكر وبالدهاء
تناصبنى العداء
داحس والغبراء
ها قد عدنا
والحرب لها فرسانها
وللسيوف قعقعتها
قد أن للفارس أن يترجل
وها أنا ذا أترفع
وأرفع رايتى البيضاء
فما حيلة الشاعر
بجنون النساء
ما حيلة الشاعر يوم الوغى
سوى الفخر
والمدح والإطراء
وبما أنك تتوقين لشعرى
دعينى أرثيك ..
وأكتب فيك مدحا
أشبه بالقدح
فأنت حقاً
تستحقين الرثاء