دار حسُن فيها المقر
وإن لم تخلو أيامها من الكر والفر
مع الشيطان وعتاة البشر
اختيارها داراً للهجرة دليل بُعد النظر
فضلها المُختار وبوركت بالقدر
لطيب أرضها وأهلها بدو وحضر
رجال صدقوا فى خوض البحر سكن أو هدر
ومقدم المصطفى كان عندها أجمل خبر
فتزينت بيوت وطرقات ونخيل وشجر
فكانت للهجرة مقر وللدعوة أيسر ممر
وبنهاية السفر صار من أهلها خيرة البشر
وبدأ مهام الرسالة النبيلة بعقد أول مؤتمر
فأصلح علاقة الأوس والخزرج ونقاها من الكدر
إيماناً بأن الخلاف أكبر مصدر للخطر
وآخى بين المهاجر والأنصارى أخوة مقاومة للضرر
وكعهد أولى العزم انتظر وصبر
رسول السلام فى السنوات الاثنى عشر
حتى حققت الهجرة الغاية منها والهدف المُنتظر
أخى أذكرك بالمفيد المختصر
إن زُرتها صلى بالروضة وإن استطعت أزرف العبر
وتذكر أن هذا الصرح كانت بدايته
جريد وطوب لبن وحجر
حمل النور المُسطر لأمة بلغ تعدادها مليارى من البشر