لقد أصبحت ظاهرة التسول فى بلادنا مهنة سهلة المنال لمن يبحث عن الكسب الحرام الذى نهت عنه جميع الأديان وعلى رأسها الإسلام والمسيحية... والتى يشجعها جهل البعض فى فهم صحيح الدين ويعتقدون أن قوله تعالى "وأما السائل فلا تنهر" --- يقصد بها كل سائل --- وهم لا يعلمون أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال فى حديث صحيح " أنه من سأل وعنده ما يغنيه – فإنما يستكثر من نار جهنم...قالوا يارسول الله وما يغنيه ؟ قال ما يغذيه أو يعشيه ".... فالمتسولون فى بلادنا الآن وصل عددهم إلى أكثر من 2 مليون - (منهم 35% أطفال - نصفهم معوقين).
تعتبر الدولة بكل ما تبذله من جهود مشاركة فى هذه الظاهرة الخطيرة لأسباب كثيرة منها الفقر والجهل والمرض وأرتفاع نسبة الأمية والبطالة وسوء الحالة الاقتصادية --- مما يشجع ذوى النفوس الضعيفة من هؤلاء المتسولين الذين تصل نسبة الأمية فيهم إلى 80% - إلى التفنن فى اختراع وسائل ونظم كتأجير الطفل من شهرين إلى 5 سنوات ب 50 جنيه يوميا ومن 5 إلى 10 سنوات 30 جنيه --- حتى تصل التسعيرة إلى أكثر من 200 جنيه يوميا -- للمعاق أو الكفيف أو مدعى الإصابة بالسرطان وغيره ----- وقد أظهرت الإحصائيات أن أعداد المتسولين بلغت حوالى: 15000 فى القاهرة و9000 فى الإسكندرية و7000 فى الجيزة و3000 فى الدقهلية وفقا للمركز القومى للبحوث الجنائية بالقاهرة.
أن المسلم الحق يعى جيدا أنه ليس فى الأسلام مهنة حقيرة ألا ما حرمه الشرع كالمخدرات والقمار والتسول... كما يحث دوما على العمل الشريف وحتى الشاق ليكسب رزقه وأهله حلالا طيبا بالعفة والقناعة واحتراما لآدميته --- وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام عن المتسول " ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتى يوم القيامة ليس فى وجهه مزعة (قطعة) من لحم " ---
إن محاربة التسول -وعلى مستوى العالم حملة قومية -- يشارك فيها جميع الدول والحكومات والهيئات والأفراد – وعن طريق نشر الوعى والثقافة.. وعقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات والمناظرات والمعارض والمناهج الدراسية المختلفة – فلتكن البداية من اليوم عن طريق أقسام مكافحة التسول بوزارة الداخلية ومعاونوها من كافة السلطات ذات العلاقة ولتفعيل قوانين منع التسول المصرية بدءا من القانون 49 لعام 1933 وحتى اليوم - ولعل أنجح وسيلة وأسرع طريقة يمكن تطبيقها اليوم تكون عن طريق الأعلام المرئى والمقروء واللوحات المضيئة فى الشوارع والميادين وتخصيص الخطب فى المساجد والكنائس وطبع وتوزيع الإرشادات للجمهور لتعريفه بخطورة هذه الكارثة وآثارها فى تدمير المجتمع أمنيا وصحيا وأخلاقيا وأسريا واقتصاديا.